الآفة العاشرة المراء والجدال بالباطل
اعلم أن المراء والجدال من أقبح الخلال، فإن ذلك فيه إبداء المنافسة للغير والتجهيل له، واظهار للظغن عليه، وهو مشوش للصحبة، مورث للظغن، فإنك لا تمارى حليما إلا ويقليك، ولا سفيها إلا ويؤذيك، والنهي وارد عنه في الكتب، فإن كل ما فيه نهي عن الجدال.
المراد به ما ذكرنا دون الردع عن البدعة والنقض للشبهة، فإن ذلك معدود في قسم الطاعات إن شاء الله تعالى.
وقد روي عن النبي أنه قال: (أنا ضمين ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان ممازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) (1).
الآفة الحادية عشرة التعظيم للفسقة والظلمة بالكلام والمدح لهم عند الأنام.
فإن هذه الخصلة من أعظم الكبائر عند عالم السرائر، فإن هذا نقيض ما أمر الله تعالى به من الذم لهم والاستخفاف بحقهم، والميل عنهم، ولو شرحت لك ما ورد من ذلك في الكتاب الكريم والسنة الشريفة لطال الشرح، ولكنه أظهر من أن يخفى، إلا على من طمس الله التوفيق عن قلبه، وخذل بسوء فعله وكسبه.
Bogga 48