157

Irshaad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Noocyada

Suufinimo

والآن أنشر لك من الأخبار مع الاختصار ما يؤيد هذا المقال، ويكشف عن هذه الحال، من غير تطويل ولا إخلال، بعون ذي الجلال.

روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنه قال: ينبغي للعالم أن يكون قليل الضحك، كثير البكاء، لا يمازح، ولا يماري، ولا يجادل، إن نطق نطق بحق وإن صمت صمت عن باطل، وإن دخل دخل بعلم وإن خرج خرج برفق)(1).

وروى (أنه كان بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جريدة يستاك بها، ويروع بها المنافقين، فأتاه جبريل فقال: ما هذه الجريدة التي كسرت بها قلوب أمتك، وملأت قلوبهم رعبا)(2).

وروى أنه عليه السلام خدش أعرابيا خدشة بغير تعمد، فأتاه جبريل فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك جبارا ولا متكبرا، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأعرابي فقال: اقتص مني. فقال الأعرابي: قد أحللتك بأبي أنت وأمي، وما كنت لأفعل ذلك أبدا، ولو أتيت على نفسي فدعا له بخير)(3).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (مثل العلماء كمثل النجوم، يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم يوشك أن تضل الهداة)(4).

شبههم بالنجوم ؛ لأن في النجوم ثلاثة أشياء، وهي في العلماء، فالنجوم زينة السماء قال [تعالى]: {إنا زينا السماء الدنيا بمصابيح}(5) والعلماء زينة الأرض، وزينة البلاد والعباد، والمحافل والقوافل، والمجالس والمدارس.

والنجوم يهتدى بها قال تعالى: {وبالنجم هم يهتدون}(6) وكذلك العلماء يهتدي بهم الضالون، ويستنير بنورهم المؤمنون.

والنجوم رجوم الشياطين، وكذلك العلماء العاملون فإنهم عن الدين يذبون، وبسهام علمهم لأهل العناد يرمون، وبمراجيم(7) الكتاب والسنة يرجمون.

Bogga 161