القصص الديني اليهودي والمسيحي في القرآن:
لنعد أدراجنا كي نرى مدى صحة هذه الملاحظات.
فيما يختص بالقصص الميسيحي واليهودي بوجه عام، يؤسفنا ألا نجد ما يؤيد هذه الملاحظة من قريب أو بعيد. والرجوع إلى النص القرآنى يثبت لنا العكس تماما، فالسور المكية هي التي تعرض (^١) أطوار قصص التوراة بتفاصيلها الدقيقة، ولم تترك للسور المدنية سوى فرصة استخلاص الدروس منها وغالبا في تلمحات موجزة.
علاقة الأنساب بين العرب وبين إبراهيم وإسماعيل ﵉:
أما موضوع إبراهيم ﵇ بصفة خاصة، فإننا لا نعرف شعبا آخر له مثل ما للعرب من شغف بعلم الأنساب حيث يحرصون على الاحتفاظ في ذاكرتهم بسلسلة أجدادهم حتى وصلوا إلى الجيل العشرين. فهل من المحتمل أن يبقى هذا الشعب في جهالة تامة بأصله حتى آخر لحظة؟ وإذا لم يذكرهم وجود الكعبة بينهم - وفيها بعض الاماكن المعروفة تحمل اسم ابراهيم واسماعيل ﵉ بعلاقاتهم بهذه الأسماء المجيدة، فيمكن على الأقل أن يكونوا قد سمعوا عنها من اليهود جيرانهم منذ عدة قرون قبل الهجرة. وعلى كل حال يبدو لنا أن القرآن