71

قال المصرفي: «كيف حالك يا سيد سوندرز؟» ومد يده بحرارة لمصافحته. ثم واصل كلامه: «يسعدني لقاؤك كثيرا. وصلتنا رسالتك التلغرافية، ورأينا أن من الأفضل ألا نعطيها لديك. تجرأت وفتحتها بنفسي. فالانتباه إلى هذه التفاصيل الدقيقة واجب. أمرت الحارس باستقبالك وإخباري فور وصولك. لا شك أنك قلق على ابنك بشدة.»

قال العجوز بحزم: «نعم.» ثم أردف: «ولهذا أنا هنا.»

قال السيد هاموند: «بالتأكيد، بالتأكيد. وكذلك نحن جميعا، أعتقد أني أكثرهم قلقا. هل تريد معرفة ما إذا كانت أموره تجري على ما يرام؟»

قال السيد سوندرز: «نعم، أريد معرفة الحقيقة.»

قال السيد هاموند: «في الواقع، يؤسفني إخبارك أن الحقيقة أسوأ ما يمكن. فهو ينتقل من سيئ إلى أسوأ، ويؤسفني ذلك أكثر من أي شخص آخر.»

قال السيد سوندرز: «هل تعني ذلك حقا؟»

رد السيد هاموند: «نعم. لا جدوى من خداع أنفسنا. انقطع أملي فيه بصراحة. لا فرصة له في استعادة ما خسر.»

نظم العجوز أنفاسه، واستند إلى عصاه. وأدرك الآن عدم جدوى غضبته السابقة. لم يدر بخلده قط أن ابنه كان يحيد عن الصواب. وكان وراء غلظته حب شديد لابنه وإيمان راسخ به. أدرك أنه ترك عادته في فرض السيطرة تتملك منه، ثم ها هي الحقيقة المرة تصدمه أثناء مطاردته للسراب.

قال المصرفي بعد أن لاحظ انفعاله: «اسمع، اشرب معي بعضا من مشروب السكوتش الذي نتميز به. إنه الأفضل من نوعه. إننا نخلع قبعاتنا دائما عند الحديث عن مشروبنا المميز في هذا النادي. وبعد ذلك يمكننا أن نذهب لتفقد الوضع.»

وعندما التفت لطلب المشروب، لاحظ لأول مرة اللافتة المعلقة على الكأس.

Bog aan la aqoon