ففتح الحارس الباب على الفور.
وقال: «نعم سيدي. إنهم في انتظارك، يا سيدي. رجاء تعال من هنا يا سيدي.»
تبع العجوز الحارس مستغربا حفاوة استقباله له. لا بد أن في الأمر خطأ ما. في انتظاره؟ كيف ذلك؟! أرشده الرجل إلى قاعة استقبال بالغة الفخامة يتدلى من سقفها عدد من المصابيح الكهربية فملأها بنور هادئ.
قال الحارس: «تفضل بالجلوس يا سيدي. سأخبر السيد هاموند بوصولك.»
قال السيد سوندرز: «مهلا لحظة. أنا لا أريد مقابلة السيد هاموند. أنا لا علاقة لي به. أريد رؤية ابني. هل تقصد السيد هاموند المصرفي؟»
قال الحارس: «نعم سيدي. لقد كلفني بإدخالك إلى هنا عندما تأتي ثم إخباره على الفور.»
مرر العجوز يده على جبينه، وقبل أن يرد كان الحارس قد اختفى. فجلس على أحد الكراسي الجلدية الوثيرة وأخذ يحدق في الغرفة متحيرا. كل اللوحات الجميلة المعلقة على الحائط لها صلة شديدة بالرياضة. هناك يخت صغير ذو صوار عالية رفيعة، وشراع كبير يميل بزاوية تبدو خطيرة، ويبدو كأنه يبحر نحو من ينظر إليه مباشرة. وهناك ملاكمون عراة الصدور يرفعون قبضاتهم في تحفز. وهناك أيضا خيل سباق بعضها مستثار وبعضها هادئ هنا وهناك. وفي وسط الغرفة توجد قاعدة تمثال من الرخام الأسود عليها مزهرية فضية ضخمة مزخرفة. لم يكن الرجل العجوز يعرف أن هذه القطعة الفنية البديعة من الفضة كانت تسمى «الكأس». وكان أحدهم قد علق عليها لافتة تحمل العبارة الآتية، التي كانت مكتوبة على عجل:
دعيني أودعك، وإن لم أرك ثانية،
فدعيني أقل لك للأبد وداعا.
وبينما كان العجوز يتساءل عن معنى ذلك، انفتحت فرجة في الستار فجأة ودخل عجوز يرفل في بذلة مسائية مهندمة في فتحة زر سترتها وردة. فأدرك سوندرز على الفور أنه المصرفي وانزعج مما اعتبره مظهره المبهرج، وأدرك في الوقت ذاته تواضع ملابسه هو؛ فقد كان يرتدي بذلة عادية لا تبدو عليها الفخامة ولو كانت جديدة.
Bog aan la aqoon