68

قالت السيدة سوندرز: «هذا هو الحل يا جين، من الجيد أنك فكرت في ذلك. أحضري لي نموذج تلغراف. أسرعي.»

كتبت بيد مرتعشة وحاولت الإيضاح قدر استطاعتها حتى لا تصعب على ابنها قراءة الرسالة:

ريتشارد سوندرز، النادي الرياضي، شارع سنتر ستريت

أبوك قادم إليك. سيكون في النادي في غضون نصف الساعة.

قالت السيدة سوندرز وهي تسلم الرسالة والنقود لجين: «لا حاجة إلى التوقيع، سيعرف خط أمه»، ولم تعلق جين؛ إذ لم يكن علمها بنظام التلغراف أكثر من علم سيدتها. وبعد أن فعلت السيدة العجوز كل ما في وسعها أخذت تصلي أن تصل الرسالة قبل زوجها، واستجيبت صلواتها، فالكهرباء أسرع من قدمي الرجل العجوز.

وفي غضون ذلك، كان السيد سوندرز في طريقه من الضاحية إلى المدينة. وظلت عصاه المتينة تنقر الرصيف الحجري مصدرة صوتا حادا كان أشبه بطلقات نارية تقطع سكون الليل البارد. كان عازما على أن يثبت لابنه ولزوجته أن تقدم عمره لا ينتقص من دوره القيادي في إدارة شئون بيته. كان يخاطب نفسه غاضبا أثناء مشيه، وأزعجه هدوء غضبه كلما اقترب من وجهته. يجب أن تقاوم نار الغضب الهواء البارد العليل الذي يهب أثناء هذه التمشية المسائية.

خالج السيد سوندرز بعض الحرج عندما وجد مبنى النادي صرحا أكثر وقارا مما توقع. لم يكن في مظهر نادي ترو بلو الرياضي انحطاط أو ابتذال. بل كانت إضاءته جيدة من أعلاه إلى أسفله. وكان جمع من الرجال يقفون على حافة الرصيف واضعين أيديهم في جيوبهم وكأنهم في انتظار شيء ما. كان هناك ما يوحي بإقامة فعالية ما في المكان. وسأل العجوز أحد الواقفين أمام المكان للتأكد من أنه النادي الرياضي بالفعل.

فجاءه الرد: «نعم، إنه هو، هل ستدخل؟»

قال السيد سوندرز: «هذا ما أنتويه.»

سأل الرجل: «هل أنت عضو؟»

Bog aan la aqoon