66

قال: «هل علم أني قلت الليلة؟»

قالت: «لست متأكدة من أني أخبرته أنك ...»

قال: «لا تراوغي الآن. إما أن يكون قد علم وإما أنه لم يعلم. هل علم أم لا؟»

قالت: «نعم، علم بذلك، لكنه ظن أن الأمر قد لا يكون عاجلا؛ ولذا ...»

قال: «هذا يكفي. أين موعده؟»

قالت: «في النادي، على ما أظن.» «آهههه!» أصدر العجوز صوت تعجب طويل يوحي بأنه اكتشف أخيرا أن أسوأ ما توقع قد حدث بالفعل. وقال: «هل قال متى سيعود؟»

قالت: «لا.»

قال: «رائع للغاية. سأنتظره لمدة نصف الساعة، وإن لم يعد خلالها فسأذهب إلى ناديه وأتحدث إليه هناك.»

جلس السيد سوندرز العجوز في تجهم ولم يخلع قبعته، وشبك أصابع يديه على مقبض عصاه القوية، وأخذ يتابع دقات ساعة الحائط وهي تدق ببطء. وتحت وطأة هذا الظرف الموتر فقد عقل السيدة العجوز بوصلة الصواب، فأقدمت على أسوأ ما كان يمكن أن تفعل. كان عليها مجاراته فيما أراد، لكنها بدلا من ذلك عارضت خطته فزادته إصرارا عليها حتى باتت حتمية. قالت إن من القسوة أن يوبخ الرجل ابنهما أمام أصدقائه ويجعله أضحوكة بين معارفه. وأضافت أن كل ما أراد أن يقوله يمكن أن يقال ليلة الغد بدلا من اليوم وذلك في منزلهم حيث على الأقل لا يسمعهم غريب. لكن الرجل العجوز لم يرد، وجلس يراقب الساعة في صمت، فأثار ذلك سخطها عليه. وشعرت بتأنيب الضمير فقط لإحساسها بهذا الشعور تجاه زوجها المخلص، ومع ذلك بدا لها أنه لا يتصرف مع ديك بحكمة. وتمنت لو تحول اتجاه غضبه إلى نفسها بدلا من أن يصب جامه على ابنها، وكانت سترحب بانفجار غضبه فيها وحدها. وفي غمرة هذا الانفعال الذي بدا الفكاك منه الآن محالا، تجاسرت على القول: «لقد أخطأت في شيء واحد، وربما تكون قد أخطأت أيضا في ظنك أن ديك ... في ... في ظنك بديك.»

رمقها العجوز بنظرة حادة، ورغم ارتعادها منها فقد رحبت بها واعتبرت أنها نجحت في صرف انتباهه عما أراد.

Bog aan la aqoon