وقف بوين مكانه حتى أفاق رئيس الشرطة من وقع الصدمة. والتفت إليه ساخطا يحاول ستر خجله من انهياره وراء عباءة من الغضب.
قال رئيس الشرطة: «وجئت إلي الآن أيها الماكر لأني قلت لك إني سأساعدك إذا وقعت في مأزق يوما ما؟»
رد الشاب: «لا يهمني المأزق أو غيره، لقد جئت إليك لأسلم نفسي. أنا مصر على موقفي. أنا لا أتذمر. ولن ترسل عرائض لالتماس العفو عني. ماذا ستفعلون بي؟»
قال رئيس الشرطة بتلعثم وهو على وشك على الانهيار مجددا: «لا أعرف يا بوين، لا أعرف». لم يكن يريد إعدام رجل آخر، ولا سيما إذا كان صديقا له. ثم أردف: «علي استشارة الحاكم. سأغادر على متن أول قطار. لا أظنك ستحاول الهرب.»
قال بوين: «سأحضر إلى هنا عندما تحتاج إلي.»
عاد بوين لمساعدة العامل المناوبة النهارية، وغادر رئيس الشرطة إلى العاصمة على متن أول قطار.
ثم حدث أمر غريب. لأول مرة حسبما نتذكر، أجمعت الصحف على امتداح تصرف حاكم الولاية، وكال له أعضاء حزبه المديح، وأقرت صحف المعارضة على مضض بأنه كان أكثر حزما مما ظنوا. وتغير الرأي العام تماما.
قال الحاكم مرتبكا: «أستحلفك بكل ما توقره، أخبرني يا رئيس الشرطة، من الذين وقعوا على كل هذه العرائض؟ إذا كانت الصحف تريد إعدام الرجل، فلماذا إذن لم تكتب ذلك من قبل وتجنبني كل هذا القلق؟ والآن كم عدد من يعرفون بأمر هذه الرسالة التي منع وصولها؟»
قال رئيس الشرطة: «أنت وموظفوك هنا و...»
قال الحاكم: «لن ننبس بكلمة عن الأمر.»
Bog aan la aqoon