و أما صفاته الفعلية، ككونه خالقا ومدبرا(1)، وبارئا(2) وفاطرا، ورازقا وباسطا، وراحما وغافرا؛ فقالت الأشعرية: إنها ليست قديمة أزلية، وليست قائمة بذاته، بل خارجة عنه ومنفصلة.
وقال ابن تيمية وأصحابه: بل هي قديمة أيضا، وقائمة بذاته، كالصفات الأولى الذاتية.
وقالت الاشعرية منهم: أنه سبحانه ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، ولا في مكان، ولا في جهة.
وقال غير الاشعرية: إنه جسم، وأنه في جهة.
واتفق الجميع على أنه قادر على جميع المقدورات، وأنه الفاعل لها، وخالق لأفعال العباد (الصادرة عنهم)(3)، إذ لا فاعل في الوجود سواه، فكل ما يصدر من العباد من حسن وقبيح، وطاعة ومعصية، فالله خالقه فيهم، ومحتدثه وموجده بقدرته ومشيته وارادته، وليس لقدرة العباد وإرادتهم فى ذلك تأثين: هذاقول جمهورهم: وقد خالفهم ابن تيمية في أفعال العباد، فقال: "إنها صادرة عن العباد بقدرتهم واراداتهم، وهم الفاعلون حقيقة لما يصدر من جهتهم من الفعال الحسنة والقبيحة والطاعة والمعصية، وإن لقدرتهم واراداتهم تأثير في ما
Bogga 55