* البراء بن عازب: (44) هو البراء بن عازب أبو عمارة الأنصاري الحارثي نزل الكوفة وفتح الري سنة أربع وعشرين وشهد مع علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) الجمل وصفين - و - النهروان، ومات بالكوفة أيام مصعب بن الزبير روى عنه خلق كثير. عمارة: بضم العين المهملة وتخفيف الميم.
وله ترجمة أيضا في:
(الطبقات الكبرى) (6 / 17) و (4 / 364) و (الإستيعاب) (1 / 142) و (الإصابة) (1 / 146) برقم / 618) وقال ابن حجر:
إنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة وقال البراء: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا، ومات سنة اثنتين وسبعين (72 ه) له ولأبيه صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث وعن أبيه و أبي بكر وعمر وغيرهما، وله في البخاري ثمانية وثلاثون حديثا - منها وقال أبو عبد الله البخاري: حدثني أحمد بن أشكاب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب، فقلت: طوبى لك صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة فقال:
(يا ابن أخي! إنك لا تدري ما أحدثنا بعده).
(الجامع الصحيح) (2 / 599) كتاب المغازي. وله في (مسند أحمد) (4 / 280 - 304) ستة وثلاثون ومائتا حديثا منها ما رواه، (4 / 281) الحديث الثاني عشر، وقال: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي كرم الله وجهه فقال: (ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: بلى. قال: (ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟) قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي عليه السلام فقال:
(من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: (هنيئا يا ابن أبي طالب!
أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة).
سند هذا الحديث حسن لأجل علي بن زيد والحديث: صحيح بل هو متواتر وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ترجمة الإمام الشافعي من (تاريخه) (ص / 338): (هذا حديث ثابت، بما تواتر عن نبينا صلى الله عليه وسلم.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) (12 / 78) ح / 12167 وابن أبي عاصم في (السنة) (2 / 605) ح 1363 بدون تهنية عمر.
وأخرجه المؤلف في (مشكاة المصابيح) (ص / 565) في مناقب علي كرم الله وجهه.
وقال الإمام الغزالي: قوله (هنيئا يا ابن أبي طالب)، وهذا تسليم ورضا وتحكيم ثم بعد هذا غلب الهوى حبا للرياسة و عقد البنود وخفقان الرايات وازدحام الخيول في فتح الأمصار و أمر الخلافة ونهبها فحملهم على خلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) انتهى. (سر العالمين) ص / 52.
وله في (المشكاة) اثنان وخمسون حديثا - وفي (المعجم الكبير) للطبراني ثلاثة عشر حديثا برقم / 1165 - 1177 (2 / 23 - 26) ومن أحداثه ما رواه من الإمامية الشيخ المفيد في (الإرشاد) (4 / 231) ومن العامة ابن أبي الحديد (2 / 509) قال علي بن أبي طالب للبراء بن عازب يوما: يا براء أيقتل الحسين وأنت حي فلا تنصره؟
فقال البراء: لا كان ذلك يا أمير المؤمنين! فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يذكر ذلك ويقول: أعظم بها حسرة إذ لم أشهده وأقتل دونه، وقلت، فيه إشارة إلى قوله: إنك لا تدري ما أحدثنا بعده، ما رواه البخاري وزاد المفيد: كان البراء يقول: صدق والله! علي بن أبي طالب قتل الحسين ولم أنصره، ثم يظهر الحسرة على ذلك والندم.
Bogga 25