وأما سادسا: فلأنه أي المعترض قد زعم تبعا لغيره منهم أن المعتزلة وسائر العدلية يقولون أن معنى الواجب العقلي هو ما يدركه العقل ويدرك أن فاعل يستحق مدحا في العاجل وثوابا في الآجل وهذا خبط فاحش أيضا كما مر ذكره أول الكتاب حي بينا أن ادخالهم للثواب والعقاب آجلا في محل النزاع في الحسن والقبح عقلا باطل محض لا يساعدهم عليه أحد من المعتزلة ولا يصغى إليه سمع واحد من العدلية رحمهم الله تعالى ولا من غيرهم من العارفين عير المقلدين حتى من الأشاعرة المنصفين كإمام الحرمين وصاحب التلخيص، والعصد نفسه كما مر نقله أول الكتاب أيضا، فلو كان الثواب والعقاب آجلا داخليم في المعنى المتنازع فيع في الحسن والقبح عقلا لما قال إمام الحرمين لا يمكن التمسك في تنزيه لرب جلا جلاله عن الكذب بكونه نقصا إلخ، ولا قال المحقق صاحب التلخيص الحكم بأن الكذب نقص....... كان عقليا كان قولا يحسن الأشياء قبحها عقلا إلخ.
قال صاحب المواقف: لم يظهر لي فرق بين النقص في الفعل وبين القبح العقلي إلخ.
بل نقول: اجميع الأشاعرة معترفون بهذا أي الثواب والعقاب آجلا مما لا دخل له في محل النزاع المذكور، وإلا لما قالوا: لا نقص في الأفعال -أي أفعاله تعالى- ولا قالوا: أن قول المعتزلة بالواجبات على الله تعالى وامتناع القبيح منه عز وجل بمني على قاعدتهم في الحسن والقبح عقلا وسيأتي لهذا الاجمال تفصيل إن شاء الله.
Bogga 279