وقد تناول فيه بالتفصيل عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مأمور بالاستقامة على الأفضل في حقه على حد الاستطاعة.
ويبين بأن القاعدة المهمة في ذلك : أن يكون مستقيما في الظاهر، قائما بالواجبات، مسارعا إلى المندوبات، سليما من الآفات، متحليا بالمكرمات، وأن استقامة القائم من أشد الشروط لتحقيق الهدف من الأمر والنهي، لأن لسان الحال أصدق من لسان المقال، وإذا خرب الباطن فخراب الظاهر لا محالة كائن.
ويشير إلى تأثير الحاكم على الرعية لأن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، والحاكم بحق محط النظر والاقتداء، لأنه بمنزلة الأبوين مع الأبناء.
كما ويذكر في الأخير القائم بشأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوظيفتين:
* أن يكون قيامه لله، وبنية العبادة والتقرب إلى الله لامن أجل الجاه أو الشهرة أو المال.
* وأن لا يكون مطلبه الإمارة ولاحبه لها، ولا سعيه من أجلها، إلا أن يكون مطلوبا لذلك، ثم يستدرك بأنه في بعض الحالات يجب على المسلم أن يسعى للإمارة لأنها نوع من العبادات، ويستدل على ذلك بطلب يوسف الصديق عليه السلام لها.
وبعد عرض الكتاب كما وصل إلينا لابد من التنويه بأن المؤلف لم يتمكن من إكماله بدليل قوله:" وكل هذا لا بد له من خصوص وعموم، وبداية ونهاية ،وحد يؤذن فيه وطرق يمنع منه، و إن ذلك يختلف على حسب العوارض والأحوال، ونحن نذكر - إن شاء الله - ما فتح الله من ذلك، إعانة للطالب، وتعليما للراغب، ومذاكرة للمطلع، والله نسأله أن يهجم بنا على الصواب (¬1) ".
... وكذلك لعدم وجود خاتمة للكتاب ، وهو خلاف ما عليه بقية الكتب المكتملة للشبخ سعيد ابن خلفان الخليلي.
ثالثا:مصادره:
¬__________
(¬1) أنظر صفحة285 ومعنى: "يهجم بنا ... " أن يمدنا بعونه وتوفيقه .
Bogga 68