وانهج بأنواع الضراعة وابتهل ... مثل الغريق بلجة البحر الملي
لايدهشنك ما ترى من هيبة ... وجلالة وتعاظم العز العلي
وفي مجال استنهاض الأمة لنصرة الدين يقول:
ومن لي بهذا في زمان مضاعة ... به سنن الإسلام بين قرود
ومن لي بأن يرضى الإله لدينه ... بتعطيل أحكام ورفض حدود
ومن لي بأن يرضى لأمة أحمد ... وقد سامها بالخسف كل كنود
ومن لي بأنصار إلى الله وحده ... أشداء بأس في الحروب أسود
إلى أن قال:
ومن لي بسيف يقطع الهام والطلا ... ويفري من الأعداء كل وريد
حسام لدين الله والله ضارب ... بحديه والهيجاء ذات وقود
ولو عارض الشم الجبال بضربة ... لنا خت على طود أشم فقيد
ويدعو الله على أعداء الإسلام بقوله:
ويا رب مزق كل سور وخندق ... عليهم وحصن شامخ ورصيد
وقد مكروا فامكر بهم وأذقهم ... عواقب مكر في البلاد شديد
وطهر بقاع الأرض منهم بأنفس ... من البغي تجريها بكل صعيد
وشرد بهم في كل أرض فلا سوى ... قتيل ومأسور يرى وطريد
وصب عليهم صوت منتقم كما ... لعاد وفرعون جرى وثمود
ولا تبق ديارا على الأرض منهم ... فما قوم لوط منهم ببعيد
وهو في هذا قوي الأمل والرجاء بالله:
عسى أن يكيد الله للدين مرة ... يبور بها من كيدهم ما ينوع
لعل زمان الفتح تبدو نجومه ... وأقماره بالعدل والفضل تطلع
وهو يستغرق في تأملاته يطلب من الله المدد والعون:
فما أزمة تشتد إلأ تفرجت ... والله لطف عرفه يتضوع
وما ينتهي شيء إلى حد طوره ... سوى أنه من بعد ذلك يرجع
إلى أن قال:
فيالك ليلا قد دجى فتكدرت ... شموس الضحى فالصبح أسود أسفع
ألا تنجلي يا ليل عن صبح فتية ... كرام بهم قد رد للعدل يوشع؟
تظاهر أنوار المعالي عليهم ... وألوية العز الجلالي ترفع
أشداء يوم البأس في حومة الوغى ... أولو رحموت بينهم لا تقطع
ويعرض المفاسد الاجتماعية والسياسية، ويتحسر على حال المسلمين:
تلألأ برق في الدياجي مشعشع ... تضاحكه أبكاك فالعين أدمع
Bogga 59