124

Igaathidda Waxgaradka

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

Noocyada

Fiqiga

من الاعتقادات، والنيات، والأقوال، والأعمال طرا، وذلك لا يصح (¬1) إلا على خصوص وعموم، لاختلاف الآمر والمأمور، وقد يعرف بالعقل والنقل أن كل قريب حاضر هو الأحق بالأمر من كل بعيد غائب، لأن الفريضة الحاضرة-لا شك- أبدى من الفريضة الغائبة، إلا إذا اختلف المحل، وتعين تدارك البعيد لإنفاذه مما يجب العذر به [28/210] في تأخير القريب إذا جاز تأخيره، لظهور الأصلح أو الأقوى لدفع الوهن عن دين المسلمين، أو ما يشبهه، وإذا تساوى المحل وجب الأقرب فالأقرب، وإن نفس المرء لهي أقرب إليه من كل أحد مطلقا، فالابتداء بها واجب، فهي أول مأمور ومنهي، وليس لأحد تضييع نفسه لإصلاح غيره قطعا.

وفي هذا المقام خاصة يجب البحث عن الاعتقاد، والنية، لثبوت التكليف للباطن (¬2) والظاهر كليهما، فلا يغفل امرء عن مهلكات الأخلاق، من شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب بالنفس، وغل، وحسد، [وحقد ، وكبر، وقنوط] (¬3) .

ودقائق الشرك الخفي، من الرياء، وحب السمعة، والثناء، والجاه، والدنيا في أخواتهن من أمراض القلوب.

كما لا بد له من التحلي بأضدادهن (¬4) من الدواء، لعلاج ما به من الداء، فهي: كالنصيحة، والتواضع، وحسن النية، والرجاء، والخوف، والخشية، والزهد، والتقوى، والقناعة، والإخلاص، واحتقار النفس، واستقلال العمل (¬5) ، وحب الدار الآخرة، ودوام الفكر[29/211] وحسن العبرة، ومحبة الله تعالى، وما يشابه ذلك من المنجيات.

فكل واحد منها يجب الأمر بها على المرء في خاصة نفسه، كما يجب النهي عليه لنفسه عن أضدادها من المهلكات.

¬__________

(¬1) من (ب، د، ز)، وفي بقية النسخ:"لا يصلح" وله وجه.

(¬2) في (ه،و):"بالباطن" وهو خطأ.

(¬3) في (ز):"وحقد وقنوط، وفي بقية النسخ:"وحقد وكبر من قنوط"، وقد تم تصحيحه لأجل استقامة السياق.

(¬4) في (ب):"من أضدادهن" وهو خطأ.

(¬5) استقلال: من القلة بالكسر، وهو ضد الكثرة. [الفيروز أبادي (القاموس)، ج4 ص 54، مادة: القل، باب: اللام، فصل: القاف].

Bogga 124