العلمية التى فيها مصلحة دوره وتمام شريعته. ولا يزال يجري على لسانه من الألفاظ العذبة السهلة الجزلة18 التي إن حركت على ما ينبغى نتج عنها من الكلام البين19 الشافى على مقدار صفوة محر كها ما يتعجب منه السامعون.
ثم، لما أخذتم في وصف الرسل لم يكن لكم، يا أهل [81] الظاهر، فيهم قانون معروف، ولا أنتم عرفتم الفاضل من0 المفضول ولا المفضول من الفاضل، كثيرا ما تفضلون المفضول على الفاضل. وجاوزتم في إحصاء الأنبياء والرسل عن المقدار الذي قدره الله وبينه، فمرة تقولون إن لله مائة ألف نبى وأربعة وعشرين ألف نبي، منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر مرسلين. فإذا طولبتم بتسميتهم لم يمكنكم أن تحصوا منهم أكثر من عشرين. فلا كتاب نطق به، ولا أثر شهد له، ولا عقل حكم به.
أ رأيتم إن لم يكن الرسل بهذا العدد الذي وصفتموه، ثم آمنتم به? أ ليس يكون إيمانكم بمن لم يجعل الله له فى الرسالة نصيبا? ورأيتم، إن فضلتم المفضول على الفاضل، أ ليس قد زدتم في فضل واحد ونقصتم من فضل آخر ? وكان إيمانكم بالفضل الذي لم يجعل الله [82] له في ذلك الفضل كفرا، وجحود كم الفضل الذي جعل الله له في ذلك الرسول أيضا كفرا. ففي جميع الوجوه الكفر لكم لازم والجهل بكم نازل.
Bogga 140