140

Iftikhar

الإفتخار

Noocyada

توهمها إلا ما تقدمه الحس من قصور وأبواب وأنهار وأشجار وجوار وفرش وطعام وشراب ولحوم وجميع ما تستلذ به وترغب فيه. وإن أبطلنا التراكيب ولم يكن في البسائط تصنيف ولا تنويع، فإما أن يعطل ما دونت الشريعة من صفة الجنة الموصوفة، وإما أن يحدث من [176] التراكيب ما يتبعه الوهم لتكون اللذات الثوابية باقية بين التراكيب والبسائط. وإذا لزم ذلك لم يجب إبطال م يجب تحديده. فإذا التراكيب إبداعية والأنفس بينها وبين بسائطها منتقلة لتدوم حكمة الله تعالى ذكره، ولتكون للأنفس من حركة الشوق الإشراف على ذخائر السابق المفاضة عليه من نور وحدة المبدع الحق.

ولما كان العالم الروحاني العلوي الذي فيه الجنة الموعودة للمتقين قبل العالم الجسمانى السفلى بالإبداع والمرتبة والقرب والمنزلة، ولم يوجد في العالم السفلي شيء معطل عن فعله، ولا كان ذلك طرفة عين، فما بال الجنة قد عطلها الله مذ خلقها وأبدعها إلى وقت جزاء الخلق? هذا محال ظاهر، بل نقول: إن الله تعالى ذكره لم يعطل شيئا مما أبدعه عن فعله الذي من أجله خلقه. فإذا الجنة غير معطلة عن فعلها وغرضها. فإذا وجب ذلك، فكيف نقول فى الجنة حيث أبدعها الله? أي جزاء بتوهم فيها حين لم تكن نفس اكتسبت خيرا ليكون فعلها دائما باقيا؟

فأقول: إن ترتيب الأسامى [177] للجنة إنما وقع من أجل هذا الذي ذكرناه

Bogga 210