وتمزق من جوارحهم، والخلق يعلمون ويعلم كل واحد منهم حين أحياه الله أنه هو الذي كان في هذه الدنيا. ولقد اجتهدنا فى النقض على من أنكر بالبعث بعد الموت وأتينا بالبراهين النيرة على إثباته في كتاب البشارة ما لم يبق لأحد بعده على أهل الحق مطعن. فكيف ينسب إلينا الإنكار بالبعث والبعث لا يصح إلا من الوجه الذي أثبتناه ، لا من الوجه الذي أثبتموه ؟29 فاعرفه.
والبعت عند كم بعد فناء الخلق كلهم وانقراضهم. فإذا لم يبق مخلوق حينئذ يأمر الله ملكا حت بنفخف صور بيده، فيكون منه بعث الأموات من القبور . وهذا شىء إذا عرض على العقل لم يجده يحكم به، بل يشمئز منه، لأن هذه صورة الإبداع [164] حين لم يكن مادة، ولا أصل، ولا جوهر، ولا شيء من الأشياء. فأما بعد الإبداع فظهور30 الشيء والجوهر والأصول والمواد. فإن أمر الله تعالى ذكره لم يظهره31 إلا بترتيبه الذي رتبه الله، وأزمنته التي قدرها الله، وفي أمكنته التي أنزلها الله، وفي مواده وأصوله التي جعلها الله. اا فهاتآوا، بينوا لهذا البعث الذى وصفتموه أصلا ومادة وزمانا ومقدارا34 وترتيبا، موضوعا تطمئن به35 النفوس حتى يقبل ذلك عنكم. وإذا لم يمكنكم أن تثبتوه كان إيمانكم به إيمانا لا تجاوره المعرفة، والإيمان بالقول دون المعرفة غير
Bogga 201