جردناه عن الصفات والإضافات وقدسناه عن النعوت والسمات قدختمه فينا وسميتمونا معطلة . أليس التعطيل هو الإنكار الذي يؤدي قولكم فى معبود كم إليه ? لأنكم لما أضفتم مبدعكم وخالقكم إلى أي شيء مما يوسم به خلقه من لفظ قول أو عقد ضمير، ثم يكون الموسوم به من خلقه غير مبدع ولا خالق ولا بارىء ، جاز6 أن يكون مبدعكم وخالقكم وبارئكم من الوجه الذي عرفتموه مماثلا لخلقه الذي نفيتموه أن يكون مبدعا وخالقا وبارئا. صح أن يكون غير مبدع ولا خالق ولا بارىء. وما قدم الغير عليه كان عما يتلوه معطلا. فأي الفرقين أحق بالتعطيل، أهل الجقائق الذين أقروا به على الرسم الذي رسموه، أم أنتم وقد أنكرتموه بما أقررتم به? فإذا كان إقراركم [17] بتوحيد كم يؤدي إلى التعطيل وإقرارنا يؤدي إلى الإثبات المحض، فأي افتخار أعظم من درك الحقائق والوقوف على الطرائق?
ثم إنا لما جردنا مبدعنا عن سمات بريته وصفات خليقته أضفنا الخلقة إلى أمره88 ووحدته، وقلنا : إن من أمره ووحدته تأييس الأيسيات،9 لا من أيس ولا من شيء. فلما10 هبطتم في معرفة خالقكم حصرتموه في جسم يحيط11 به
Bogga 82