أسبابها.
فأما أهل الظاهر، فإنهم قالوا في القيامة إنها انشقاق هذه السماء المزينة بالكواكب، وانتشار كواكبها، وتسيير7 جبالها، وغور مياهها، وزلزلة الأرض، وخسف القمر، ومجيء البارىء تقدست عظمته وتعالى كبرياؤه لمحاسبة الزنوج والعلوج8 والأنباط. وإذا أنصف الرجل من عقله لنفسه لم تكد تطمئن بهذا نفس استفادت من عقل ، أو التذت بمعرفة الحق، يا سبحان الله! نحن نى خلاف هذا فى المشاهد9 فيما دون الحالين من ظهور هذه الأهوال وبروز الخالق الجبار. إذ لو أراد ملك جمع رعيته على شيء ، أوجبت سياسته ذلك، اختار له يوما مسعودا بريئا من النحوس. ولو [139] وقع مطر هاطل، أو ريح عاصف، منعهم ذلك عن الحضور عنده لاشتغال كل امريء منهم بما يؤذيه من المطر أو الريح. ترى الله، تعالى ذكره وحاشا جلاله عن بروزه للخلق، إذا أراد محاسبة خلقه ومجازاتهم أن يعطل أبنية الخلقة ويظهر الأهوال10 التى تمنع الخلق عن إثبات هوياتهم فضلا عن سكونهم? إن هذا لمخالف لقدرة الله المبد ع الحق.
انظروا أيها المحرومون عن الحقائق، كيف وصف الله القيامة ? فقال: هل
Bogga 183