Idaah Fi Sharaxa Misbaax
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Noocyada
بعد أبيه علي كرم الله وجهه في الجنة، واختلف في ذلك، فقالت الزيدية والإمامية والمعتزلة: أن الإمام بعد علي عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام، وأنكرت الخوارج إمامته وزعم بعض الطغام أن الحسن إمام إلى أن صالح معاوية ثم صار معاوية بعد ذلك إماما، وكان الأولى جمع الكلام في هذه المسألة والتي بعدها بأن يقال: المسألة الثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون أن الإمام بعد علي عليه السلام ابنه الحسن ثم الحسين لأن الدليل على إمامتهما واحد وقد نبه عليه بقوله: والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)، وصحة هذا الخبر إما لأنه متواتر على رأي وإما متلقى بالقبول على آخر، ولأن العترة أجمعت على صحته وإجماعهم حجة وهو نص صريح في إمامتهما وفيه أيضا (نص صريح) بأن عليا عليه السلام إمام لورود النص فيه بأنه خير منهما، ومن حق الإمام أن يكون أفضل أهل زمانه أو من جملة أفاضلهم بإجماع الصحابة على ذلك وإجماعهم حجة، بل في الخبر ما هو كالصريح بإمامته لا لكونه أفضل بل لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)وليس المراد بذلك إلا أنه خير منهما في الوصف الذي وصفهما به وهو الإمامة لا في غيره، ولهذا فإن قائلا لو قال زيد شجاع أو كريم وعمرو خير منه لم يسبق إلى الفهم إلا أنه خير منه في الشجاعة أو الكرم، فهذا الخبر دال بالتصريح على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام. والدليل الثاني على إمامتهما أن كل واحد منهما قام ودعا وهو جامع لخصال الإمامة وهذه طريق الإمامة عندنا على ما يجيء إنشاء الله تعالى. الدليل الثالث: إجماع العترة على إمامتهما وإجماعهم حجة، الدليل الرابع: أنهم أفضل الآدميين بعد أبيهما لإجماع العترة على ذلك والأفضل لا تصح إمامة غيره مع وجوده، ومتى قيل: دلالة الخبر على إمامتهما على الإطلاق فمن أين لكم هذا الترتيب الذي ادعيتم؟
Bogga 300