Idaah Fi Sharaxa Misbaax
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Noocyada
جميع ماذكرنا من الأحكام الثابتة للقرآن في المسألتين فهو في سائر الكتب المنزلة كذلك، والكتب التي أنزلت على الأنبياء مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل منها على شيث عليه السلام خمسين كتابا، وأنزل على إدريس عليه السلام ثلاثين كتابا، واسم إدريس بلغة الأعاجم أخنوخ وهو أول من خط بالقلم، وأنزل على إبراهيم عليه السلام عشرة كتب، وأنزل على موسى عليه السلام قبل التوراة عشرة، وأنزل الزبور على داود عليه السلام، وأنزلت التوراة على موسى عليه السلام، والإنجيل على عيسى عليه السلام، والقرآن على نبيئنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وروي أن صحف إبراهيم عليه السلام أنزلت أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال من رمضان بعد صحف إبراهيم بسبعمائة عام، وأنزل الزبور لاثنتي عشرة ليلة من رمضان بعد التوراة بخمسمائة عام، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان بعد الزبور بألف عام ومائتي عام، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين ليلة من رمضان بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاما، وكل هذه الكتب مخلوقة قبل بعثة من أنزلت عليه من النبيئين قضى بذلك الأثر النبوي، وللقرآن خاصة نزولان نزول إلى السماء الدنيا وذلك في شهر رمضان أنزل جملة في ليلة القدر كما قال تعالى{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}(البقرة:185) وقد قال تعالى{إنا أنزلناه في ليلة القدر}(القدر:01) النزول الثاني نزوله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكان نزوله من سماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتداؤه في رمضان وأنزل شيئا فشيئا وكان تمام نزوله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد البعثة لثلاث وعشرين سنة أو اثنتين وعشرين وكان جبريل عليه السلام ينزله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب الحوادث والمصلحة بأمر الله تعالى، قيل وكيفية ذلك أن يعرف معناه فيحفظه أو يسمعه سماعا فيحفظه وينزله ثم يبلغه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المكلفين هكذا ذكره الدواري، وقال في موضع آخر في الآثار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتلقى الوحي عن جبريل عليه السلام مشافهة وجبريل يتلقاه كذلك من ملك آخر فوقه قيل هو ميكائيل والملك الآخر يتلقاه كذلك من ملك فوقه وفي بعض الآثار مايدل على أنه إسرافيل وسيأتي.
Bogga 195