وفي ترك كتابة المعوذتين اختلاف عند العلماء، فقال بعضهم: ترك كتابتها إن صح ذلك عنه لأنه أمن عليهما النسيان كم أمن على فاتحة الكتاب، وقال بعضهم: إنما ترك كتابتها لأنه سمع النبي صلى الله عليه يتعوذ بهما فظن أنهما عوذتان وليستا من القرآن، ولم يسأل عن ذلك النبي صلى الله عليه ، وجرى في ذلك على ظنه، وروي أنه رجع عن ذلك بعدما قرا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه: وقال: حسبتهما عوذتين، فلمأ ثبت له أنهما قرآن قبل الحق، ورجع الى الصواب، وقال بعضهم: إنه إنما تركها (¬1) لأنه لم يكن يجمع القرآن كله على عهد رسول الله صلى الله عليه، فكأن (¬2) لم يكتبها في ذلك الوقت، لأنه لم يتعلمها بعد (¬3) .
Bogga 199