وماأنزل بالمدينة أول سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم إذا زلزلت، ثم الحديد، ثم سورة محمد - صلى الله عليه، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم هل أتى، ثم الطلاق، ثم لم يكن، ثم الحشر، ثم إذا جاء نصر الله، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح، ثم المائدة، ثم التوبة، ثم والنجم (¬1) . فهذا ما أنزل بالمدينة، ثم قال النبي صلى الله عليه: جميع سور القرآن مئة وأربع عشرة سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومئتان (¬2) وست وثلاثون آية، وجميع حروف القرآن ثلاث مئة الف حرف وأحد وعشرون الف حرف ومئتان وخمسون حرفا، لا يرغب في تعلم القرآن إلا السعيد (¬3) ، ولا يتعهد قراءته إلا أولياء الرحمن (¬4) .
قال شيخنا الإمام الهادي محمد بن الهيصم -رضي الله عنه- : إن فاتحة الكتاب تشبه أن تكون في النزول كاسمها، وأن تكون أول ما نزل من القرآن، وإن كان كثير من العلماء قالوا: إنما نزلت سورة بالمدينة، وكذلك أكثر الروايات قد تظاهرت ان (اقرأ باسم ربك ) [العلق1[ أول ما نزل من القرآن،إلا أن من روى أن فاتحة الكتاب أول القرآن نزولا يوافق ما يقتضيه اسمها الذي شهرت به، وكذلك المصاحف فتحت بها ثم اتبعت السبع الطول لطولها وأخرت السور القصار في المفصل لسهولتها على المتعلم، ولم يراع في ذلمك النزول ما خلا آل حاميم السبع، فإنها كتبت على الولاء وكذلك آل طاسين، وسورة يونس وهود ويوسف، فيما اتفقت عليه الروايات كلها.
Bogga 195