أي أعجبني صنعك (و) كما تقول: ما أحسن ما كان زيد، وأنت تريد ما أحسن كون زيد. وهذا بيّن واضح.
وأما قوله:
(بآية تُقدمون الخيل زُورا ... كأن على سنابكها مُداما)
فإنه أراد بآية ما تقدمون الخيل ليجعل (ما) مع الفعل بتأويل المصدر كما ذكرناه في البيت الأول، فاضطر فحذفها من لفظة ضرورة وهو ينويها. كما قال:
(وكَحلَ العينين بالعواوِرِ)
فلم يهمز الواو وقد وقعت طرفًا بعد ألف، لأن تقديره بالعواوير. فإذا قدرها كذلك بعدت من الطرف، ولا يجوز همزها، كما لم تهمز في قولهم طواويس ونواويس، وكما قرأ بعض القراء "لقد تقطع بينكم" بالنصب في بين لتقدير ما. فإذا كان مثل هذا - أعني إضمار ما - قد جاز في القرآن، فهو في الشعر أجوز. فيكون قوله بآية تقدمون تقديره بآية ما تقدمون.
وأما القول في إضافة ذي إلى الفعل في قولهم: اذهب بذي تسلم فإن هذه
1 / 117