* مصنفه: حفت الجنة بالراحات والشهوات، فلن ينالها إلا بترك راحة الدنيا وشهواتها، ولإن ترفض اليسير ابتغاء الكثير، خير من إيثار اليسير وفوات الكثير، فلا الكثير لك ولا اليسير، ولن تنال مثوى المقدسين من النبيين والشهداء والصديقين، إلا إذا رفضت له تعالى شهواتك، وهجرت هوى اللذات لسرائر الخلق، فاملك نفسك عند الرغبة والحدة والرهبة والشهوة، أو أعد نفسك بعدها للنار ولم تكظم له غيظا، ولم تدن من نفسك ما هو بعيد، ولا أبعدت منها ما هو قريب، ولم تصل رحما قاطعة، ولا ذا جريرة فاضعة.
* ولبعض الحكماء: حب الشهوة يرهق القلب.
* وقيل لبعضهم: ما تشتهي؟ فقال: وهل أبقى خوف النار في قلبي موضعا لشهوة؟
* ولبعضهم: من أرضى الجوارح بالشهوات فقد غرس في قلبه شجرة الندامات.
* مصنفه: ولو لم يكن لغلبة الشهوات إلا أن المغلوب عليه لا يفلح في الدنيا ولا في الآخرة لكفى. فإن صاحب الدنيا إذا أراد أمرا شهوته بخلافه خذلته، وصاحب الآخرة إن أراد الآخرة فغلبته شهوته خذلته.
* ولبعضهم: إذا عصتك نفسك فيما تأمرها فلا تطعها فيما تشتهي.
* ولبعضهم شعرا:
إذا طالبتك النفس يوما لشهوة .... وكان عليها للخلاف طريق
فخالف هواها ما استطعت فإنما .... هواها عدو والخلاف صديق
Bogga 94