186

Ictab Kitab

إعتاب الكتاب

Baare

الدكتور صالح الأشتر

Daabacaha

مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٣٨٠ هـ - ١٩٦١ م

فتحٌ تفتّح أبواب السماء له ... وتبرز الأرض في أثوابها القشب وقد تقدمت بشارتنا به جملة، حين لم تعط الحال بشرحه مهلة، كان أولئك الضالون المرتدون قد بطروا عدوانًا وظلمًا، واقتطعوا الكفر معنى واسمًا، وأملى لهم الله ليزدادوا إثمًا، وكان مقدمهم الشقي قد استمال النفوس بخز عبلاته، واستهوى القلوب بمهولاته، ونصب له الشيطان من حبالاته، فأتته المخاطبات من بعد وكثب، ونسلت إليه الرسل من كل حدب، واعتقدته الخواطر أعجب عجب، وكان الذي قادهم إلى ذلك، وأوردهم تلك المهالك، وصول من كان بتلك السواحل ممن ارتسم برسم الانقطاع عن الناس فيما سلف من الأعوام، واشتغل على زعمه بالقيام والصيام، آناء الليل وأطراف الأيام، لبسوا للناس أثوابًا، وتدرعوا للرياء جلبابًا، فلم يفتح الله لهم للتوفيق بابًا. ومنها في ذكر الدعي: فصرع بحمد الله لحينه، وبادرت إليه بوادر منونه، وأتته وافدات الخطيات عن يساره ويمينه، وقد كان يدعي أنه بشر بأن المنية في هذه الأعوام لا تصيبه، والنوائب لا تنوبه، ويقول في سواه قولًا كثيرًا، ويختلق على الله إفكًا وزورًا، فلما عاينوا هيئة اضطجاعه، ورأوا ما خطته الأسنة على أضلاعه، ونفذ فيه من أمر الله تعالى ما لم يقدروا على استرجاعه، انهزم ما كان لهم من الأحزاب، وتساقطوا على وجوههم تساقط

1 / 228