* أقوال اليهود فيمن بنى حلب والأمم التي استولت عليها إلى أن أتى الإسلام
قال في تحف الأنباء : أما اليهود فإنهم يقولون إن أول من بنى هذه المدينة بنو آرام ويسمونها آرام صوبا مستدلين بما ذكر في التوراة في الكتاب الثاني لصموئيل في القسم الثامن في السطر الثالث وهو أنه لما نزل داود إلى الفرات ضرب حاتا تيثر بن ريجوبا ملك آرام صوبا.
ولكن أقول إن هذا الوادي الذي ضرب به الآراميون هو بين الجبول وسبت وهي شرقي الجبول من جهة الجنوب ، والدليل على ذلك أن لفظ سبت أقرب للفظ صوبا من حيث مخارج الحروف بخلاف لفظ حلب وأن سبت كانت مدينة عظيمة مآثرها موجودة حتى الآن والوادي الذي بين الجبول معروف مشاهد بين جبلين وليس كذلك بين حلب والجبول فإن بينهما سهلا ، وأخبرني أحد حاخامي الإسرائيليين أنه سنة ألف ومائتين وعشرين من الهجرة رأى حجرا بقلعة حلب مكتوبا عليه بالعبرانية [ أنا إيواب بن سيرويا أخذت هذه القلعة ] (1) وهذا إيواب كان رئيس جيش داود النبي ، وكان داود النبي قبل التاريخ المسيحي ما بين ألف وسبع عشرة سنة إلى ألف وثمان وخمسين سنة ، واستمرت بأيديهم إلى أن أتى الملوك البابليون وتحاربوا مع السريانيين وأخرجوهم منها وملكوها وذلك قبل التاريخ المسيحي بستمائة وستين سنة.
وكان البابليون ممن يعبدون الأصنام ولهم صنم يقال له نابو ، ولم أقف على ما يدل على آثارهم ، سوى أني وجدت بقرية من قرى حلب في جبل سمعان يقال لها كفر نابو أثر بناء لمحل الصنم الذي كان يعبده البابليون ، فإن معنى نابو بلغتهم إله فيكون معنى كفر نابو قرية الإله.
Bogga 87