185

فلم تشعر طائفة من عسكر ابن أبي الساج كانوا طليعة إلا وقد أوقعوا بهم ، فانهزموا من عسكر إسحق إلى الرقة ، فلما رأى ابن أبي الساج ذلك سار عن الرقة إلى الموصل ، فلما وصل إليها طلب من أهلها المساعدة بالمال وقال لهم : ليس بالمضطر مروءة ، فأقام بها نحو شهر وانحدر إلى بغداد فاتصل بأبي أحمد الموفق في ربيع الأول ست وسبعين ومائتين فاستصحبه معه إلى الجبل وخلع عليه ووصله بمال ، وأقام ابن كنداج بديار ربيعة وديار مضر من أرض الجزيرة. اه.

* ولاية طغج بن جف من طرف خمارويه سنة 276

قال في زبدة الحلب : بعد أن انهزم ابن أبي الساج ولحق بأبي أحمد الموفق وذلك في سنة ست وسبعين ومائتين ولى خمارويه على حلب غلام أبيه طغج بن جف والد الأخشيد أبي بكر محمد بن طغج.

* سنة 278

في هذه السنة توفي أبو أحمد الموفق بالله بن المتوكل وبويع ابنه أبو العباس بولاية العهد بعد المفوض ابن المعتمد ولقب المعتضد بالله.

* سنة 279

فيها في المحرم خرج المعتمد على الله وجلس للقواد والقضاة ووجوه الناس وأعلمهم أنه خلع ابنه المفوض إلى الله جعفر من ولاية العهد ، وجعل ولاية العهد للمعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق ، وتوفي المعتمد في رجب من هذه السنة وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أشهر ، وكان في خلافته محكوما عليه قد تحكم عليه أخوه أبو أحمد الموفق وضيق عليه حتى إنه احتاج في بعض الأوقات إلى ثلثمائة دينار فلم يجدها ذلك الوقت فقال :

أليس من العجايب أن مثلي

يرى ما قل ممتنعا عليه

Bogga 207