164

* الزلازل بأنطاكية في هذه السنين

قال الجلال السيوطي في كتاب الصلصلة في الزلزلة : في سنة 220 زلزلت الأرض ودامت أربعين يوما وتهدمت أنطاكية ، وفي سنة 230 حصلت زلزلة بدمشق وامتدت إلى أنطاكية فهدمتها واتصلت بالجزيرة والموصل وكان أشدها بأنطاكية والعواصم.

* ولاية أحمد بن سعد بن مسلم بن قتيبة وولاية نصر بن حمزة الخزاعي سنة 231

قال ابن الأثير : فيها كان الفداء بين المسلمين والروم ، واجتمع المسلمون فيها على نهر اللامس على مسيرة يوم من طرسوس ، واشتى الواثق من بغداد وغيرها من الروم ، وعقد الواثق لأحمد بن سعيد بن مسلم بن قتيبة الباهلي على الثغور والعواصم وأمره بحضور الفداء هو وخاقان الخادم وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين ، فمن قال القرآن مخلوق وأن الله لا يرى في الآخرة نودي به وأعطي دينارا ، ومن لم يقل ذلك ترك في أيدي الروم ، فلما كان في عاشوراء سنة إحدى وثلاثين اجتمع المسلمون ومن معهم من الأسرى على النهر وأتت الروم ومن معهم من الأسرى ، وكان النهر بين الطائفتين فكان المسلمون يطلقون الأسير فيطلق الروم الأسير من المسلمين فيلتقيان في وسط النهر ويأتي كل أصحابه ، فإذا وصل الأسير إلى المسلمين كبروا وإذا وصل الأسير إلى الروم صاحوا حتى فرغوا ، وكان عدة أسرى المسلمين أربعة آلاف وأربعمائة وستين نفسا والنساء والصبيان ثمانمائة وأهل ذمة المسلمين مائة نفس ، وكان النهر مخاضة تعبره الأسرى ، وقيل بل كان عليه جسر ، ولما فرغوا من الفداء غزا أحمد بن سعيد بن مسلم الباهلي شاتيا فأصاب الناس ثلج ومطر فمات منهم مائتا نفس وأسر نحوهم وغرق بالبدندون خلق كثير ، فوجد الواثق على أحمد وكان قد جاء إلى أحمد بطريق من الروم ينذره فقال وجوه الناس لأحمد : إن عسكرا فيه سبعة آلاف لا تتخوف عليه فإن كنت كذلك فواجه القوم واطرق بلادهم ، ففعل وغنم نحوا من ألف بقرة وعشرة آلاف شاة وخرج فعزله الواثق واستعمل مكانه نصر بن حمزة الخزاعي في جمادى الأولى ، وفي سنة 232 توفي الواثق وولي الخلافة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم.

Bogga 186