وليتك مصر والشام فهي خير لك من خراسان فوجه إلى مصر من أحببت وأقم بالشام فتكون بقرب أمير المؤمنين فإن أحب لقاءك أتيته من قريب ، فلما أتاه الكتاب غضب وقال : يوليني الشام ومصر وخراسان لي ، فكتب الرسول إلى المنصور بذلك وأقبل أبو مسلم من الجزيرة مجمعا على الخلاف وخرج عن وجهه يريد خراسان. ثم ساق ابن الأثير بقية ما جرى بين أبي مسلم والمنصور إلى أن قتله المنصور في هذه السنة وهذا خارج عن موضوع كتابنا إذ لا علاقة له بهذه البلاد.
** ترجمة عبد الله بن علي :
قال في عيون التواريخ لابن شاكر في حوادث سنة 147 : فيها توفي عبد الله بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عم السفاح والمنصور ، ولاه السفاح حروب مروان ابن محمد وبني أمية وضمن له إن جرى قتل مروان على يده أن يجعله الخليفة من بعده ، فسار عبد الله إلى مروان حتى قتله واستولى على الشام ولم يزل أميرا عليها مدة خلافة السفاح ، ثم تغيرت نية السفاح له فعهد إلى المنصور ، فلما ولي المنصور خالف عليه عبد الله ودعا إلى نفسه محتجا بما كان السفاح وعده فوجه إليه المنصور أبا مسلم صاحب الدعوة فحاربه بنصيبين فانهزم عبد الله واختفى وسار إلى البصرة إلى أخيه سليمان بن علي فأقام عنده إلى أن أخذ له أمانا من المنصور ، ثم إن المنصور حبسه فلم يزل في الحبس حتى وقع عليه البيت ، وقيل إن المنصور قال يوما لجلسائه : أخبروني عن ملك جبار أول اسمه عين قتل ثلاثة أول أسمائهم عين فقال أحد من حضر : عبد الملك بن مروان قتل عمرو بن سعيد الأشدق وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن الأشعث ، قال فخليفة آخر أول اسمه عين ، فقال : أنت يا أمير المؤمنين قتلت أبا مسلم واسمه عبد الرحمن وقتلت عبد الجبار ، فقال المنصور : ويلك ومن هو الثالث ؟ قال : سقط البيت على عمك عبد الله بن علي ، فضحك وقال : ويلك إذا كان البيت سقط فما ذنبي أنا ، ثم قال : أتعرفون عين بن عين ابن عين قتل ميم بن ميم بن ميم ، قال له رجل : نعم عمك عبد الله بن علي بن عبد الله قتل مروان بن محمد بن مروان.
وزفر بن عاصم بن عبد الله : لم أقف له على ترجمة.
Bogga 138