Ibraahim Thani
إبراهيم الثاني
Noocyada
وصفق، فجاء الخادم، وقال صادق: «إذا سمحت يا أستاذ فإنى أفضل أن أشرب قليلا من البيرة».
فقال: «والله إنه لرأى، فإنها فى هذا الحر أوفق، فما قولك يا ميمى؟»
فالتفتت، وقد تنبهت على صوته، وسألته: «إيه؟»
فلم يعد السؤال، وقال للخادم: «زجاجتان من البيرة، وأربعة أقداح يا مولانا بسرعة».
فاعترضت ميمى، فقال: «هذه مناسبة طيبة.. أعنى اجتماعنا بصادق وفتحية فى هذا المكان الجميل».
واغتنم الفرصة، التفت إلى صادق وقال: «سمعت منك أنك تظن أن ميمى تسخر منك.. فاسمح لى أن أقول إنك لا تعرف ميمى إذا كنت تظن هذا.. إنها الوحيدة المعنية بأمرك ومستقبلك والراغبة فى أن تراك - كما تريد أن تكون - شيئا مذكورا. وهى لا ترغب فى هذا فقط بل تثق بك، ولا يخالجها شك فى أن لك مواهب عظيمة تستطيع أن تشق بها طريقك فى الحياة. وإذا كانت تكتمك هذا فلأنها امرأة، أعنى أنها تحبك، وتتعجل صلاحك، وتسخطها الحاجة إلى الصبر فتبدى خلاف ما تضمر. أليس كذلك يا ميمى؟»
فلم تدر ميمى ماذا تقول، واستغربت أن يحرجها على مسمع ومرأى من هذه الفتاة، وشعرت بموجة من الأشمئزاز، وكادت - على خلاف عادتها - تقطب لولا أن أنقذها الخادم، فقالت: «سأصب لكم البيرة، ولكنى أرجو أن تعفونى».
فأصر أن تشرب، وملأ لها كوبها، فأذعنت. وارتفعت الأكواب إلى الشفاه وحسا كل واحد حسوة، إلا ميمى، فقد راحت تعب فى الكوب حتى أتت على ما فيه، ثم حطته فارغا إلا من الرغوة، وتنهدت كأنما انحط عن صدرها حجر.
فقال إبراهيم وهو يضحك: «لم أكن أعرف أنك سكيرة يا ميمى».
وألقى إليه صادق نظرة استفسار فقال: «حقيقة لا أعرفها تشرب شيئا، وأخشى أن أكون قد أخطأت بإثقالى عليها بالإلحاح. ولكن لا بأس، فما فى البيرة ضير».
Bog aan la aqoon