244

Ibn Taymiyya Noloshiisa

ابن تيمية حياته عقائده

وايضا فثمه ناحيه اخرى قد تعزى اليها بعض الملاحضات الماخوذه على تراث الشيخ ابن تيميه ، وهى ان علماء النفس يقولون : ان هناك تناسبا عكسيا بين قوه الحافظه، وقوه النظم الفكرى، فزياده الحافظه لا تكون الا على حساب القدره الفكريه في تنظيم الافكار وترتيب الاحكام. والعكس بالعكس.

لذا كان الاديب الشهير مصطفى لطفى المنفلوط ى يرى ان سر براعته الادبيه هو ما كان يعانيه من ضعف في الذاكره، او ان براعته تلك كانت على حساب حافظته.

وهكذا راى بعض الدارسين في السيد جمال الدين الافغانى حين لاحظوا ان تفوقه الكبير في نظم الافكار والاحكام كان على حساب قوته الحافظه، اذ كانت دون ذلك بكثير.

وعلى العكس منهما كان الشيخ ابن تيميه، فقد تميز بحافظه ثاقبه عزيزه النظير، فلا غرابه ان تغتصب قدرا من انتظام الافكار والاحكام الفكريه لديه.

ان تجمع هذه الظواهر بشكلها البارز في سلوك الشيخ ابن تيميه وفى آفاقه الفكريه ليرجح صحه الرساله المنسوبه الى الذهبى يخاطب بها ابن تيميه فيعط ى فيها تشخيصا دقيقا لنزعته الثابته قد لا يقدر عليه ممن عاصر الشيخ وعايشه غير الحافظ الذهبى.

ويويد صحه نسبتها الى الذهبى ايضا انه لم يكتبها لينشرها في كتبه فيشهر بالشيخ ابن تيميه ويعيب عليه نزعته الخاصه، وانما وجهها اليه خطابا شخصيا فقط، فحفظت نسختها ونقلت من خط الذهبى.

ومما قاله الذهبى في رسالته مخاطبا ابن تيميه: - الى كم ترى القذاه في عين اخيك ، وتنسى الجذع في عينيك؟!.

Bogga 244