243

Ibn Taymiyya Noloshiisa

ابن تيمية حياته عقائده

وثمه عامل آخر ساهم في الهاب حده هذا الرجل وسرعه تاجج غضبه، رافقه حتى النهايه، وهذا العامل لا يعدو في اصله ان يكون وليدا لموثرات البيئه والوراثه، او نقصا عضويا، لكنه اصبح فيما بعد عاملا مستقلا له آثاره الخاصه في حياه الرجل وسلوكه بلا شك ، وذاك هو: عزوفه عن الزواج!.

ولا يخفى ان العزوف عن الزواج ليس بالامر الطبيعى، وخصوصا مع كون الرجل من الفقهاء في دين لا يبيح ذلك ، ويعيب الرهبانيه لاجله!.

ومن الطريف ان اقرا عند بعض الاساتذه تشخيص هذه الظاهره عند الشيخ ابن تيميه عن غير قصد منه، وربما لم يخطر ذلك له ببال!.

فقد قرات عند الدكتور عبدالرحمن صالح وهو يحدد معنى الزهد كما جاء به الاسلام، حين قال: يرى ابن تيميه ان الزهد عكس الرغبه، فعندما نقول ان هذا الرجل زاهد في شيء معين، فالمقصود انه لا يرغب في الحصول عليه.

ثم اتى الدكتور بمثال على ذلك فقال: واذا كان الامر كذلك فانه لا يحق للمسلم ان يترك امرا او عملا امره الله به بحجه الزهد، فرب العالمين حث على الزواج وحارب الرهبانيه، ولا يعقل ان يقبل الاسلام العزوف عن الزواج بدعوى الزهد والورع!.

ولم يكن الدكتور حين كتب هذا يقصد التشنيع على الشيخ ابن تيميه، وانما الموافقات هى التى ساقته الى هذا المثال في هذا الموضع!.

انه حين يكون المرء حادا في طبعه فلا ينكر ما ستضفيه عليه حاله العزوبه الدائمه من زياده في الحده، وسرعه في الغضب، وتوتر في المزاج قد لا يدرك المرء اسبابه الحقيقيه، وقد يستهجن النظره العلميه والاثار الواقعيه التى توكد بان الاستمرار في كبح الغريزه الجنسيه يولد انواعا من التوتر والانشداد العصبى تظهر على السلوك بالوان مختلفه، قد يدركها الشخص المصاب وقد لا يدركها.

Bogga 243