وهذه من عيوب الشيخ فهو يعتمد على آية واحدة أو حديث واحد ويترك ما سواه فهذا خلل علمي، فقد يأتي آخر ويقول لم يحرم الله عز وجل إلا ثلاث محرمات في قوله تعالى: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله).
فيقول: وعلى هذا فليس هناك أمور أخرى محرمة كالخمر والسرقة والزنا !! هكذا قد يقول وينسى أن الله حرم الخمر والسرقة والزنا وغيرها في نصوص أخرى، وأن الآية السابقة خاصة بالأطعمة.
تحرير محل الخلاف:
معظم الخلاف بين الشيخ ومخالفيه يكمن في تركيزه على النظرية وتركيزهم على النتائج .
وخصوم الشيخ ليسوا من العوام بل هم خاصة أهل ذلك الزمان باعتراف الشيخ الدرر السنية (2/62).
فخصوم الشيخ مثلا يتهمونه بأنه ينكر الشفاعة ويرد عليهم بأنه لا ينكر الشفاعة لكنه في الوقت نفسه يحصر الشفاعة لأتباعه الذين يسميهم (الموحدين)! ويصرح بأن الشفاعة ليس إلا للمسلمين -يعني من كان على رأيه-.
فهم أخطأوا في اتهامه بإنكار الشفاعة وهو أخطأ بحصرها في اتباعه فهم ينظرون للنتيجة وهو يبقيهم في المقدمات.
وكذلك يقولون: أنت تكفر المسلمين وهو يقسم أنه لا يكفر المسلمين، وسر المسألة أنهم يرون النتيجة من تكفيره لهم ولأتباعهم لكنه يعتمد على المقدمة بأنهم ليسوا مسلمين فالمسلمون الذين لا يكفرهم هم الموحدون وهذه التسمية الأخيرة لا يسلمون له بها(1).
Bogga 70