قيل لكم: هؤلاء لا يعبدونهم وأنتم تسمون توسلهم بالصالحين عبادة وهم لا يقرون لكم بأن هذه عبادة ولهم أدلة في ذلك -على ضعفها- لكنها تمنع من تكفيرهم فهذا هو التأويل الذي ذكر العلماء أنه يمنع من التكفير.
فإن قلتم: التوسل عبادة.
قالوا: ما دليلكم على ذلك؟
فإن قلتم: لم يفعله السلف؟
قالوا: قد فعله عمر بن الخطاب بالعباس بن عبد المطلب.
فإن قلتم: عمر توسل بالحي لا بالميت.
قالوا: وهل تجوز عبادة الحي؟
إن قلتم: لا؟
قالوا: فلماذا تسمون (التوسل) عبادة؟! هذا دليل على أنكم تسمون الأشياء بغير اسمها.
فإن قلتم: التوسل بالميت عبادة بخلاف الحي.
قالوا لكم: ما دليلكم على التفريق؟
فإن قلتم: دليلنا فعل الصحابة فإنهم فعلوا هذا ولم يفعلوا ذلك.
قالوا لكم: -على التسليم لكم- فإنهم قد يتركون أمرا ولا يكون محرما فضلا عن كونه كفرا مخرجا من الملة؟! ثم عندنا أدلة في توسل بعضهم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ميتا، كما في حديث عثمان بن حنيف المشهور .
فإن قلتم: هذا عندنا ضعيف.
Bogga 47