١٧٤ - بَاب مَا نزل فِي مبايعة النِّسَاء وأركانها
﴿يَا أَيهَا النَّبِي إِذا جَاءَك الْمُؤْمِنَات يبايعنك على أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَسْرِقن وَلَا يَزْنِين وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَين أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف فبايعهن﴾
قَالَ تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا النَّبِي إِذا جَاءَك الْمُؤْمِنَات يبايعنك﴾ على الْإِسْلَام
أخرج البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ يمْتَحن من هَاجر إِلَيْهِ من الْمُؤْمِنَات بِهَذِهِ الْآيَة إِلَى قَوْله غَفُور رَحِيم فَمن أقرّ بِهَذَا الشَّرْط من الْمُؤْمِنَات قَالَ لَهَا رَسُول الله ﷺ قد بَايَعْتُك كلَاما وَلَا وَالله مَا مست يَده يَد امْرَأَة قطّ من المبايعات مَا بايعهن إِلَّا بقوله قد بَايَعْتُك على ذَلِك ﴿على أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا﴾ هَذَا كَانَ يَوْم فتح مَكَّة أتين يبايعنه ﴿وَلَا يَسْرِقن وَلَا يَزْنِين وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ﴾ كَمَا كَانَت تَفْعَلهُ الْجَاهِلِيَّة من وأد الْبَنَات ﴿وَلَا يَأْتِين بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَين أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ﴾ أَي لَا يلحقن بأزواجهن ولدا لَيْسَ مِنْهُم قَالَ ابْن عَبَّاس كَانَت الْحرَّة تولد لَهَا الْجَارِيَة فتجعل مَكَانهَا غُلَاما ﴿وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف﴾ أَي فِي كل مَا هُوَ طَاعَة لله وإحسان إِلَى النَّاس وكل مَا نهى عَنهُ الشَّرْع قَالَ المقاتلان عني بِالْمَعْرُوفِ النَّهْي عَن النوح وتمزيق الثِّيَاب وجز الشّعْر وشق الْجُيُوب وخمش الْوُجُوه وَالدُّعَاء بِالْوَيْلِ وَمعنى الْقُرْآن أوسع مِمَّا قَالَاه