156

Husn Uswa

حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

Baare

د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٠١هـ/ ١٩٨١م

Goobta Daabacaadda

بيروت

﴿أَلا تعلوا﴾ لَا تتكبروا ﴿على﴾ كَمَا تَفْعَلهُ جبابرة الْمُلُوك ﴿وأتوني مُسلمين﴾ أَي طائعين منقادين للدّين مُؤمنين بِمَا جِئْت بِهِ قيل لم يزدْ سُلَيْمَان على مَا نَص الله فِي كِتَابه وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاء كَانُوا يَكْتُبُونَ جملا لَا يطيلون وَلَا يكثرون قيل طبعه سُلَيْمَان بالمسك أَي جعل عَلَيْهِ قِطْعَة مِنْهُ كالشمع ثمَّ خَتمه بِخَاتمِهِ ﴿قَالَت يَا أَيهَا الْمَلأ أفتوني فِي أَمْرِي مَا كنت قَاطِعَة أمرا حَتَّى تَشْهَدُون﴾ أَي تشيروا عَليّ ﴿قَالُوا نَحن أولُوا قُوَّة﴾ فِي الْعدَد وَالْعدة ﴿وأولو بَأْس شَدِيد﴾ عِنْد الْحَرْب واللقاء ﴿وَالْأَمر إِلَيْك﴾ أَي إِلَى رَأْيك ونظرك ﴿فانظري﴾ أَي تأملي ﴿مَاذَا تأمرين﴾ إيانا بِهِ فَنحْن سامعون لأمرك مطيعون لَهُ فَلَمَّا سَمِعت تفويضهم الْأَمر إِلَيْهَا لم ترض بِالْحَرْبِ بل مَالَتْ للصلح وبينت السَّبَب فِي رغبتها فِيهِ ﴿قَالَت إِن الْمُلُوك إِذا دخلُوا قَرْيَة﴾ من الْقرى ﴿أفسدوها﴾ أَي خربوا مبانيها وغيروا مغانيها وأتلفوا أموالها وَفرقُوا شَمل أَهلهَا إِذا أخذوها عنْوَة وقهرا أخربوها قَالَه ابْن عَبَّاس ﴿وَجعلُوا أعزة أَهلهَا أَذِلَّة﴾ أَي أهانوا أَشْرَافهَا وحطوا مَرَاتِبهمْ فصاروا عِنْد ذَلِك أَذِلَّة وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِك لأجل ان يتم لَهُم الْملك وتستحكم لَهُم الْوَطْأَة وتتقرر لَهُم فِي قُلُوبهم المهابة وَالْمَقْصُود من قَوْلهَا هَذَا تحذير قَومهَا من مسير سُلَيْمَان إِلَيْهِم ودخوله بِلَادهمْ ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ أَرَادَت أَن هَذِه عَادَتهم المستمرة الَّتِي لَا تَتَغَيَّر لِأَنَّهَا كَانَت فِي بَيت الْملك الْقَدِيم فَسمِعت نَحْو ذَلِك وَرَأَتْ ﴿وَإِنِّي مُرْسلَة إِلَيْهِم﴾ أَي إِنِّي أجرب هَذَا الرجل بإرسال رُسُلِي إِلَيْهِ ﴿بهدية﴾ مُشْتَمِلَة على نفائس الْأَمْوَال فَإِن كَانَ ملكا أرضيناه بذلك وكفينا أمره وَإِن كَانَ نَبيا لم يرضه ذَلِك لِأَن غَايَة مطلبه ومنتهى أربه

1 / 170