116

Husn Uswa

حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة

Baare

د مصطفى الخن - ومحي الدين مستو

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٠١هـ/ ١٩٨١م

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَلَقَد بَالغ سُبْحَانَهُ بالوالدين مُبَالغَة تقشعر مِنْهَا جُلُود أهل التَّقْوَى وتقف عِنْدهَا شُعُورهمْ حَيْثُ افتتحها بِالْأَمر بتوحيده وعبادته ثمَّ شفعه بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا ثمَّ ضيق الْأَمر فِي مراعاتهما حَتَّى لم يرخص فِي أدنى كلمة تَنْفَلِت من المتضجر مَعَ مُوجبَات الضجر وَمَعَ أَحْوَال لَا يكَاد يصبر الْإِنْسَان مَعهَا وَأَن يذل ويخضع لَهما ثمَّ ختم بِالْأَمر بِالدُّعَاءِ لَهما والترحم عَلَيْهِمَا فَهَذِهِ خَمْسَة أَشْيَاء كلف الْإِنْسَان بهَا فِي حق الْوَالِدين وَقد ورد فِي بر الْوَالِدين أَحَادِيث كَثِيرَة ثَابِتَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَهِي مَعْرُوفَة فِي كتب الحَدِيث ٩٢ - بَاب مَا نزل فِي النَّهْي عَن الزِّنَى ﴿وَلَا تقربُوا الزِّنَى إِنَّه كَانَ فَاحِشَة وساء سَبِيلا﴾ قَالَ تَعَالَى ﴿وَلَا تقربُوا الزِّنَى إِنَّه كَانَ فَاحِشَة﴾ أَي قبيحا بَالغا فِي الْقبْح مجاوزا للحد شرعا وعقلا ﴿وساء سَبِيلا﴾ أَي بئس طَرِيقا طَرِيقه وَذَلِكَ أَنه يُؤَدِّي إِلَى النَّار وَلَا خلاف فِي كَونه من كَبَائِر الذُّنُوب وَقد ورد فِي تقبيحه والتنفير عَنهُ من الْأَدِلَّة مَا هُوَ مَعْلُوم وَهُوَ يشْتَمل على أَنْوَاع من الْمَفَاسِد مِنْهَا الْمعْصِيَة وَإِيجَاب الْحَد على نَفسه وَمِنْهَا اخْتِلَاط الْأَنْسَاب فَلَا يعرف الرجل ولد من هُوَ وَلَا يقوم أحد بتربيته وَذَلِكَ يُوجب ضيَاع الْأَوْلَاد وَانْقِطَاع النَّسْل وَهُوَ خراب الْعَالم وَعَن السّديّ فِي الْآيَة قَالَ يَوْم نزلت هَذِه لم تكن حُدُود فَجَاءَت بعد ذَلِك الْحُدُود فِي سُورَة النُّور والمتعة حكمهَا حكم الزِّنَى

1 / 130