فكشف أحوال العدو، وأرهبهم بقوة عزمه.
ثم إن الملك المظفر وصل العساكر، واتفقت الوقعة بين الجيشين في العشر الأوسط من شعبان سنة ثمان وخمسين وستمئة، ونصر الله الإسلام، وقتل كتبغا نوين، مقدم جيش التتار، وولى العدو منهزما، والسلطان الملك الظاهر في أثره، يقتل ويفتك، إلى أن وصل إلى حارم، وكتب إلى الملك المظفر بما اعتمده من قوة العزم، وشدة الحزم، في تطمين البلاد، ودخل الملك المظفر دمشق، وفتك بنواب التتار فيها.
وتمت هذه النصرة، وللسلطان الملك الظاهر فيها اليد الطولى، وهو بنسبتها إليه أجدر وأولى. ولقد حكي أن التتار لما تسنموا الجبال هاربين، ترجل الملك الظاهر، وتسلق خلفهم، ووصل سيفه بخطاه، وإن لم
Bogga 64