بالتصريف الملوكي، أن أبا العباس محمد بن يزيد المبرد الثمالي، سأل أبا عثمان المازني عن حروف الزيادة، فأنشده أبو عثمان:
هويت السمان فشيبنني ... وما كنت قدمًا هويت السمانا
فقال له أبو العباس: الجواب؟ فقال: قد أجبتك دفعتين. يعني قوله هويت السمان.
فالهمزة تزاد في أول الكلمة، مثل: أحمر وأصفر؛ وفي آخر الكلمة، مثل: حمراء وصفراء؛ وفي وسط الكملة، مثل: شمأل، لأنه من شملت الريح.
والميم تزاد في أول الكلمة زيادة مطردة القياس، كقولهم: مضرب ومقتل، وما شاكل ذلك. وتزاد في وسط الكلمة وفي آخرها زيادة شاذة غير مطردة القياس. فزيادتها حشوًا في مثل قول الأعشى:
إذا جردت يومًا حسبت خميصةً ... عليها وجريالًا يضئ دلامصا
فاليم في دلامص زائدة، لأن أصله من الدلاص، وهي البراقة. وتزاد آخرًا في مثل قولهم: زرقم وفسحم، لأنه من الزرق والانفساح.
والنون تزاد في مثل: عنبس، لأنه من العبوس، وتزاد في التثنية والجمع، كقولك: الزيدان والزيدون. وتزاد في فعل الاثنين والجمع والمؤنث، كقولك: يفعلان، ويفعلون، وتفعلين. وتزاد في باب الانفعال، مثل: الانطلاق، وما شاكله. وتزاد في فعل الجماعة، كقولك: نقوم، ونقعد، وما شاكله.
1 / 39