ولا يصح الإدغام إلا لأحد وجهين، إما أن يلتقي حرفان من جنس واحد فتسكن الأول منهما وتدغمه في الثاني، أي تدخله فيه، فيصير حرفًا واحدًا مشددًا، نحو قولك: شد، ومد، ورد، وما شاكل ذلك، هذا أحد وجهي الإدغام والوجه الآخر: أن يلتقي حرفان متقاربان في المخرج، فتبدل الأول منهما من جنس الثاني وتدغمه فيه، كقولك: الرجل والذاهب، وما شاكل ذلك. فإذا أمرت من الأول كان لك وجهان: إن شئت أدغمت فقلت: مد، وشد، ورد، وإن شئت أظهرت فقلت: اشدُد، وامدُد، واردُد. قال الأعشى:
وما عليك أن تقولي كلما ... سبحت أو صليت ياللهم ما
أردد علينا شبخنا مسلما
فإذا ثنيت أو جمعت لم يجز الإظهار، تقول: شدًا، ومدًا، وردًا؛ وشدوا، ومدوا، وردوا؛ ولا يجوز: اشددا وامددا، وارددا، واشددوا، وامددوا، وارددوا. والحروف التي تدغم فيها لام المعرفة ثلاثة عشر حرفًا، لا يجوز إظهارها معها لقرب مخرجها منها، وهي: النون والدال والذال والتاء والثاء والصاد والضاد والطاء والزاي والسين والشين والراء، كقولك: الداعي، والناصر، والذاكر، والتائب، والصاحب، وما شاكل ذلك.
فتلك حراسة تهرم الأزلم الجذع، ودوام لا أمد له ولا منقطع؛ وأطال بقاءها حتى تدنوا لميم في المخرج من العين، على تباين النوعين؛ إن بينهما
1 / 27