127

Halkan Qur'aanka

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Noocyada

وإذا أردنا مزيدا عن هذا القرآن لننقل النظر من الحشر إلى آل عمران، فماذا نقرأ في أول السورة والعنوان؟ (الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم) هل أدركتم هذا الاستهلال الجميل الجليل؟

فهو الله الذي لا يشاركه شيء في الألوهية، ثم هو الحي القيوم.

فهو الحي الذي منه حياة كل شيء هو الحي الذي لا يموت وكل شيء هالك إلا وجهه، وهو القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو القائم على كل شيء بالقسط وبه يقوم كل شيء وبدونه يزول وهو الذي وهب للناس العقول ليقوم الناس بالقسط والميزان ويقيموا الوزن بالقسط ولا يخسروا الميزان . فكيف يمكن هذا للإنسان؟ إنه بهدى الله في القرآن.

ولهذا جاء بعد تلك الآية العظيمة الاستهلالة الجميلة قوله تعالى:

(نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل * من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان)

فالكل من مشكاة واحدة ومن مصدر عظيم واحد هو الحي القيوم الذي لا يموت ولا ينوم فهو الهادي وهداه هو الهدى الذي ينير للناس على المدى ويمنحهم الأمان والفوز في الدنيا والأخرى.

وإذن فإن المخالف بهذا الهدى والمنحرف عن هذا الطريق هو الهاوي في مكان سحيق، وهكذا جاء للآية الختام فقال الله العلام، (إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام)

وهذا هو الذي يستحقه من استهان بآيات الله العلي العظيم. لقد اتخذ إلهه هواه واتبع الشيطان الرجيم.

ثم إن الله كما وصف نفسه بالعلم المحيط في الآيات التي أوردناها قبل هذه من السور فإنه هنا يؤكد نفس المحور فيقول: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء)

نعم نعم يارب هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ولا مراء، وإنه لواضح في كل حال وحين، ألم يخلق الله الناس ويصورهم من ماء مهين فجعلهم بعلمه وقدرته سامعين مبصرين وفي أحسن تقويم معتدلين، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وها هو الدليل يلي في الآيات بشكل مبين، فالله يقول للعالمين:

Bog aan la aqoon