odussamenos
ذات معنى غير أكيد، وقد تعني أيضا «ذاك الذي عانى كثيرا» أو شيئا آخر.
ولما كانت أوريكليا اعتنت بأوديسيوس صغيرا وأرضعته، فهي أمه نوعا ما، وهذا التعرف يقربه من مركز القوة؛ فهو الآن سيد الخدم. وهو لا يكاد يبدي أي عاطفة نحو أوريكليا ويطبق على عنقها مهددا إياها باستخدام العنف إن أحدثت صوتا. ماذا بوسعه أن يفعل غير ذلك؟ أما بينيلوبي غير المصدقة، المستفزة، الشاردة الذهن، والمنزوية إلى حد ما، فلا تلحظ شيئا عندما تسقط أوريكليا الإناء البرونزي الكبير الذي يحدث رنينا على الأرض.
عندما يدنو أوديسيوس مجددا من الركن الذي فيه بينيلوبي، تدلي بنبوءة أخرى مؤكدة عن أوبة زوجها، وهي عبارة عن حلم عن إوزات ينحرهن نسر:
ولكن الآن تعال واسمع حلمي هذا، وفسره لي. حلمت أنني أمتلك عشرين إوزة في المنزل تخرج من الماء وتأكل القمح، ويفرح قلبي برؤيتها. ولكن يأتي خارجا من الجبل نسر عظيم له منقار مقوس ويكسر رقابها ويقتلها وتلقى مبعثرة في كومة في الباحة، بينما كان الهواء يحمل النسر عاليا إلى السماء الساطعة. وبدوري حينئذ بكيت ونحت، رغم كونه حلما، وتجمعت حولي النساء الآخيات ذوات الشعر الأشقر المجدول وأنا حزينة حزنا يبعث على الشفقة؛ لأن النسر قتل إوزاتي. (الأوديسة، 19، 535-543)
من السهل أن نتبين أنها تتحسر على فقد محبيها. ثمة دلائل وعلامات جمة في الكتب الأخيرة من «الأوديسة» الغرض منها تكثيف السرد والتشديد على عجز الخطاب الخامد عن مقاومة القدر، ولكن المرء ليتساءل عن السبب وراء إدراج هوميروس لهذا الحلم. هل تقصد أنها سوف «تفتقد» الخطاب؟ حسنا، لا يمكنك أن تثق بامرأة قط، كما أوصى شبح أجاممنون.
يشتد غموض موقف هوميروس تجاه قصته بإعلان بينيلوبي المفاجئ أنها في اليوم التالي سوف تقترح إقامة مسابقة في رمي السهام، وسوف تتزوج من يفوز. ما دوافعها؟ هل يخامرها الشك في أن الغريب هو أوديسيوس؟ ألفا عام من الشرح والتعقيب المفصلين لم تقدم إجابة. من المؤكد أن هوميروس بحاجة لأن يصل بأنشودته إلى خاتمة، ولكي يفعل هذا يحتاج إلى مسابقة رمي السهام، التي هي بمثابة مناسبة لوقوع تعرف حاسم، حتى دون وجود دافع نفسي مقنع. فاليوم التالي هو يوم عيد لأبولو يقام في ظلمة القمر، وكانت بينيلوبي قد ابتهلت إلى أبولو أن يقتل أنطونيوس (17، 494). سوف يكون الهدف من المسابقة هو شد وتر قوس، الذي هو سلاح من أسلحة أبولو، وأداء مهارة يبرع فيها أوديسيوس نفسه. يبدو الأمر كما لو أنه أحبولة، ولكن هوميروس ضحى بمنطق قصته من أجل رغبته في تصوير شخصية بينيلوبي على أنها قانطة وعنيدة. (20) «نبوءة الهلاك» (الكتاب 20)
في مشهد مشحون بالجنس، يستلقي أوديسيوس في الردهة الكبرى، متسائلا عما إذا كان ينبغي أن يقتل الوصيفات اللواتي يتضاحكن وهن ذاهبات ليسافحن الخطاب، أو ينتظر ويقتلهن فيما بعد. ومع ذلك ينبغي أن يكون مبتهجا؛ لأن أثينا تظهر له - ويا له من خطب عظيم؛ إلهة في المنزل - وتعده بالدعم الذي يحتاج إليه. وعندما ينام أوديسيوس، نجد بينيلوبي، في الطابق الأعلى فحسب، تستيقظ من سباتها، بعدما حلمت بأن زوجها مستلق بجانبها، كما هو حاله تقريبا. إن الكآبة، والرثاء للذات، والمراوغة هي كلها أجزاء من شخصية بينيلوبي، وفي إطار رغبتها في الموت تروي قصة عجيبة، عدا أنها مجهولة، عن بنات بنداريوس التعيسات، مثلما روت فيما سبق قصة مجهولة أخرى عن العندليب، التي هي أيضا ابنة لبنداريوس (19، 518-523).
يستيقظ أوديسيوس مع انبلاج فجر يوم آخر من الفجور. لم يكن ظهور أثينا كافيا لجعله في حالة مزاجية جيدة؛ فيدعو متضرعا أن يجعل له تباشير وعلامات وينال ما طلب. يمضي تليماك إلى المدينة بينما يجلب إيومايوس المخلص وميلانثيوس البذيء وشخصية جديدة هي راعي البقر فيلوتيوس، الذي أحب أوديسيوس أكثر من أي أحد آخر، البهائم إلى الساحة لتذبح لأجل يوم العيد إكراما لأبولو. الفناء هو ساحة للذبح حيث تنحر البهائم وتنزع أحشاؤها؛ عما قريب ستسيل الدماء البشرية أنهارا في المنزل. إن مسألة القتل أمر يدور بأذهان الجميع، ولا يزال الخطاب يخططون للقتل إلى أن يروا أن النذر لا تبشر بخير. فيقررون بدلا من ذلك أن يشربوا حتى الثمالة.
على بعد خطوات في الداخل، يطهو الأفظاظ الصاخبون اللحم ويأكلونه ويبتلعونه بالخمر. ثمة أفواه كثيرة تنتظر الطعام، والخطاب أيضا لهم أفواه ضارية نهمة كفم السايكلوب الملطخ بالدم. يتساءل المرء عما إن كانوا [من نهمهم] بالفعل أكلوا حوافر الثور، لكن ثمة واحدا في السلة سوف يرميه خاطب قذر على الرجل الذي يملك هذا المنزل. وبطريقة ما يعود تليماك من المدينة، ويقدم لنا هوميروس لمحة من الهول الآتي حين يوبخ تليماك الخطاب؛ ومن ثم: ... ألهبت بالاس أثينا فيما بينهم ضحكا لا يخمد ، وذهبت بحصافتهم أدراج الرياح. والآن هم يضحكون عن غير إرادتهم، وكان اللحم الذي أكلوه مخضلا بالدم، وعيونهم كانت مفعمة بالدموع، وأرواحهم يثقلها النحيب. ثم من وسطهم تكلم ثيوكليمينوس شبيه الآلهة، «أيها التعساء، ماذا أصابكم من شر؟ إن ظلاما حالكا يغطيكم من رءوسكم ووجوهكم إلى أخمص أقدامكم. صوت النحيب متأجج، ووجناتكم تغمرها الدموع والجدران وعوارض السقف المتينة تنضح بالدماء. السقيفة والبهو مملوءان بأشباح تسارع هبوطا إلى إيريبوس في جنح الظلام، والشمس تلاشت من السماء، وغيمة شر تحوم فوق الجميع.» (الأوديسة، 20، 345-357)
Bog aan la aqoon