104

بمعنى «حديث» سدس القصيدة بالكامل (الكتب من التاسع وحتى الثاني عشر)، وهي عبارة عن ومضة ورائية طويلة.

تصنف «الأوديسة» من ناحية النوع الأدبي العام على أنها

nostos «عودة للوطن» (جمعها:

nostoi ) وتحتوي على قصص أقصر عن العودة للوطن مقدمة على هيئة ومضات ورائية. على سبيل المثال، في الكتاب الرابع في حوار طويل يصف مينلاوس مغامراته بينما كان في طريق عودته للوطن، وهو ما يبدو وكأنه إيجاز لمغامرات أوديسيوس ذاته. في النصف الثاني من القصيدة، بعد أن يعود أوديسيوس للديار، تأتي سلسلة طويلة متعاقبة من «الحكايات المختلقة»؛ ويقصد بها روايات خيالية لرحلات أوديسيوس. تعطل قصص العودة للوطن الخيالية تلك، مثل القصة الخيالية

apologue

الشهيرة الواردة في الكتب من التاسع وحتى الثاني عشر، تطور السرد مع أنها تثري القصة من خلال العودة بنا إلى أحداث ماضية، حقيقية كانت أم تخيلية. تحتوي «الإلياذة» هي الأخرى على ومضات ورائية عابرة، ومثال ذلك سرد نبوءة الثعبان والطيور (الإلياذة، 2، 303-332)، أو سرد مآثر نيستور السابقة (الإلياذة، 11، 670-761)، ويطيب لهوميروس إطالة قصته من خلال أحداث معقدة ومفاجئة. وعلى الرغم من ذلك فإن بناءها يظل على هيئة تحرك خطي قسري من المأزق إلى الحل. على النقيض، نجد أن «الأوديسة» تنتهز كل فرصة لإطالة القصة من خلال حكايات هامشية ذات صلة بالأحداث.

الموضوع المحوري لملحمة «الإلياذة» هو موضوع سيكولوجي، عن طاقة الغضب المدمرة، ذلك الشعور الأخاذ، والمدمر للذات في الوقت نفسه، المصاحب للكراهية. أما الموضوع المحوري لملحمة «الأوديسة» فهو موضوع متعلق بالأخلاق، وأن الأشرار يدفعون ثمن ما اقترفته أيديهم؛ لذا لا ينبغي أن نشعر بالأسى على الخطاب الذين يقتلون بدم بارد. ويعلن هوميروس الموضوع الأخلاقي من الوهلة الأولى:

أخبريني، يا ربة الإلهام، عن الرجل ذي القدرات الكثيرة، ذي الأسفار الكثيرة والبعيدة بعدما نهب ودمر قلعة طروادة المقدسة. ما أكثر الرجال الذين رأى مدنهم والذين اطلع على أفكارهم، نعم، وما أكثر الأحزان التي شعر بها في قلبه وهو في البحر، وهو يسعى إلى إنقاذ روحه

psychê

وإلى عودة

Bog aan la aqoon