21

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Baare

حماد سلامة

Daabacaha

مكتبة المنيار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408 AH

Goobta Daabacaadda

الأردن

يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات؛ بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوبٍ لاهية، وألسن لاغية، وإذا سمعوا سماع المكاء والتصدية(١) خشعت الأصوات، وسكنت الحركات، وأصغت القلوب، وتعاطت المشروب(٢).

فمن تكلم في هذا: هل هو مكروهٌ، أو مباحٌ؟ وشبهه بما كان النساء يُغنين به في الأعياد والأفراح، لم يكن قد اهتدى إلى الفرق بين طريق أهل الخسارة، والفلاح، ومن تكلم في هذا: هل هو من الدين؟ ومن سماع المتقين؟ ومن أحوال المقربين؟ والمقتصدين؟ ومن أعمال أهل اليقين؟ ومن طريق المحبين المحبوبين؟ ومن أفعال السالكين. إلى رب العالمين؟ كان كلامه فيه من وراء وراء(٣)، بمنزلة من سئل عن علم الكلام المختلف فيه: هل هو محمود؟ أو مذموم؟ فأخذ يتكلم في جنس الكلام وانقسامه: إلى الاسم، والفعل، والحرف، أو يتكلم في مدح الصمت، أو في أن الله أباح الكلام والنطق، وأمثال ذلك مما لا يمس المحل المشتبه المتنازع فيه.

[عدم اجتماع أحد في القرون المفضلة على سماع المكاء والتصدية]:

فإذا عرف هذا: فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا

(١) وهو سماع التصفير والتصفيق.

(٢) ولله در القائل:

تُلي الكتابُ فأطرقوا لاخيفة لكنَّهُ إِطراقُ ساهٍ لاهي
وأتى الغناءُ فكالحمير تناهقوا والله ما رقصوا لأجل الله
دفّ ومزمارٌ ونغمةُ شادن فمتى رأيتَ عبادةً بملاهي؟
ثقُل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بأوامرٍ ونواهي
سمعوا له رعداً وبرقاً إِذْ حوى زجراً وتخويفاً بفعل مباهي
ورأوه أعظم قاطع للنفس عن شهواتها يا ويحها المتناهي
وأتى السماع موافقاً أغراضها فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه
(انظر بقية الأبيات في غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للشيخ محمد السفاريني الحنبلي ج ١ ص ١٦١).

(٣) كذا بالأصل.

21