============================================================
من دعى الى وليمة (1) فأتحف فبها بتحنمة تفيسة مثل شمامة أو غيرها، فلظنه أنها حباء له يسرء بها، حى إذا ارتجمت منه ورفعت تلك الآلات، تسخط كأنه قد أخذ منه ما كان له من غير أن يفكر فيعلم أن ما دفع إليه من ذلك إنما جرى جرى ما يوخذ ويسترد ليتحف به غيره . ولذلك يأمر الملك ألا يعتمدوا على بقاء ما يفيدهم البخت ويذكرهم بأن هذا مذهبه، أعنى ارتجاع ما يعطى (2) بسرعة .
وربما أعطى من الراس أضعاف ما كان أعطى ، وربما أخذ ما أعطى ولم يعط بعده شيئا آخر أبدا . ويأمر إذا أعطانا شيئا أن نبادر(2) إلى أخذه ؛ فاذا أخذناه اشتغلنا بانفاقه ووضعه مواضعه 32- فقال قابس: وما هرج - (فأجاب ايرقليس) : ما نأخذه من العلم ، حى نظفر بالنجاة . - (فقال قابس): وما هو؟ - (فأجاب ايرقليس): العلم الحقيقى بالأحداث، لأتنا نوقن أنه إذا أعطانا الأدب شيئا سارعنا إلى قبوله وأخذناه مسرورين بعائدته ، لأتا [1106) واثقون ببقائه لايلحق عليه ندم . وعلى ذلك ينبغى أن تعول . - ويأمرهم إذا صاروا إلى أولئك النساء اللواتى ذكرناهن من قبل ، أعنى التمتع (4) باللذات ، أن يبادروا إلى الانصراف عنهن وترك الثقة بواحدة مهن أصلا . وإذا صاروا إلى الأدب الذى ليس بحق أقاموا عليه مدة من الزمان وتتاولوا منه ما يحبون، لأنه بمنزلة طريق شاذ، ثم ينتقلون بسرعة إلى الأدب الحقيقى: فهذا ما يأمر به ذلك الملك . ومن تجاوز ذلك ولم يقبله هلك شر هلاك .
33 - فهذا ، أبها الغريب ، تفسير لغزنا(5) . فان كنتم تحبون أن تسمعوا ما فى شيء من ذلك فلسنا تبخل به ، وأنا أشرحه لكم : (1) اخطا المترجم فى فهم كلسة (صرافون)، اذ ربطها منضدة) ولهذا افسد ترجة ما يتلو ليوفق بيته وبين فهمه الفاسد، والمقصود فى البونانى هو آن الشخص الذى يعتقد أن منح البخت هى له نهائيا مثله مثل الصرافين الاشرار الذين يحسيون آن الودائع الشى تودع لديهم هى هدايا أصبحت ملكا نهائيا لهم، ويغشبون حيتما يطالبون بردها (2) ط، ب : يعطيه (4) شيئا : ناقصة فى ص و ب.
4) يضيف اليوتانى: الفجور، (5) ط، ب: وان:
Bogga 322