288

============================================================

نفسك ولم يدفع عنك داقع . واعلم آنك غير مستصلح رعيتك وأنت فاسد، ولا مرشدهم وأنت غاو، ولا هاديهم وأنت ضال . وكيف (1) يقدر الأعمى على أن يهدى ، والفقير على أن يغنى، والدليل على أن يعز! واعلم أنه ما استصلح المستصلح غيره الابصلاح نفسه ، ولا أفسد المقسد سواه إلايفساد نفسه. فان رغبت (92ب) فى إصلاح من وليت فابدأ باصلاح نفسك ، وإن أردت رفع العيوب عن غيرك فطهر نفسك منها . ولا يزيتك رأيك إذا أحسنت القول دون الفعل، فقد أبلغت إلى السامعين منك دون أن يصدق قولك فعلك (2)، وتحقق سريرتك علانيتك . واعلم (2) أنك مطبوع على أخلاق مختلفة: منها حسنات، ومنها سييات . فأعدى عدوك سيئات أخلاقك، وأولى الأشياء بك حسنات أخلاقك .

قابل بعض أخلاقك ببعض: (4) قابل غضبك بحلمك، وجهلك بعلمك (5)، ونسيانك وغفلتك بفكرتك ونظرتك (2) . واعلم أنه ليس أحد أصلح للناس من أولى الأمر إذا صلحوا ، ولا أفسد() لهم منهم إذا فسدوا، وإن الوالى من الرعية مكان الروح من الحسد الذى لا حياة له إلا به (4)، وبموضع الرأس من سائر الأعضاه فانه لا بقاء لها إلا معه : فالوالى مع فضل منزلته من الحاجة إلى إصلاح الرعية مثل ما بالرعية من الحاجة إلى إصلاح (9) الوالى، وقوة بعضهم زيادة فى قوة بعض، ووهن بعضهم سريع فى ومن بعض . وبعد الوالى من القدرة على إصلاح نفسه مع استفساد رعيته كبعد الرأس من اليقاء مع هلاك سائر البدن . غير أنه أجدر باصلاح الرعية الفاسدة وإفساد الرعية الصالحة من الرعية باصلاح الوالى الفاسد وإفساد الوالى الصالح ، لفضل قوته عليها ووهن قوتها عن قوته . وقد قال أو ميرس (10) الشاعر : " إن الأثمة يصلحون المؤتمين بفضل قوتهم ، فأما الأئمة فلا يصلحها موتم ه . وأحذرك الحرص: فأما ما هو (1)ف : فكيف: (2) ف : وفعلك (4) ط : فاعلم: 4) قابل: ناقصية فى ص وف (5) وجهلك بعلمك : تاقصة فى ط (2) ط : ونظرك /ف : بذكرك ونظرك (2) لهم : ناقصة فى ص وط، ووردت فيف (4)ف: بها.

(1) اصلاح : ناقصة فى ط: 4 / ط: آميروس

Bogga 288