============================================================
قراءة الكتب(1) والنظر فيها لزداد بصبرة وانتفاعا به وليس شىء أسر لأهل العلم ولا أشد جذلا من العمل بالخير والإفشاء له جدا (2) والاستكثار منه والازدياد فيه . وهم أقل الناس حزنا يحسن عزائهم عما فاتهم . وأحسن الناس تسليما لما ينزل بهم (4) من الله عز وجل ، فليس للعالم فراغ لغير طلب العلم (4) والخير. وساعة فراغه أن يقدر على الخير ثم لا يفعله وذلك غبن فى رأيه، اوزلل فى حكمه وعقله . وفراغ العالم إنما يكون فى إحمام نفسه إذا كل خاطره وضاق ذرعه بالفكر فى استخراج دفائن الحكمة ؛ فحينئذ يروح قلبه حى يعود نشاطه وبجتمع رأيه ويصفو فكره شرالزمان زمان يخفى فيه العالم علمه خوفا من الحهال وإشفاقا من أن يعاب عليه.
اعلم أن أحق من أكرمت [122) وقربت ، أبها الملك ، من وعظك وقرم أدبك. فاكرم العلماء، وصلهم، واستمع آدابهم، واحقظ مواعظهم، واحذر من تشبه بالعلماء وليس منهم، فان هولاء هم الأكرون، فأبعدهم وتوق حديهم وما يحامون عليه من رياستهم المزورة . ولا تتبع الحوى، ولا تتعد(5) الحق، ولا تغتم الراحة ، ولا تسكن إلى التوانى، ولا تستخي من(2) استفادة العلم والتعلم، ولا تغتر بدنيا أصبتها، ولا تندم على عرف صعته، ولا تمل دراسة الكتب فان طول (2) دراستها إنما هو تصفح عقول العالمين والعلم بأخلاق ذوى الحكمة الماضين والنبيين وجميع الأمم وأهل الملل : إلا أن أكثر ما رشموه ودونوه فروع لم يبينوا أصولها وعللها، ولم يكشفوا عن أسبابها، وهى أمور محمودة إلا أنها كثيرة لا يضبطها حفظ ولا يحيط بمعرفة جميعها علم . وقد تعاطى الحكماء أصول هذه الفروع فدلوا على أسبابها وعللها، وحصروا الحزئيات فى كلياتها . ومن أحكم تلك الأصول استخرج دفائن الصواب من كل مطلوب، واستكشف (4) سرائر الحكمة عن كل مستور. ومن فعل ذلك كان عمره طويلا وإن قصرت أيامه (2) جدا: ناقصة فى ط (1) ف: كتب العلم: (3) ف : من أمر الله تعالى (4) العلم: ناقصية فى ط، ف (ر)ف : معاودة 5) ط: تتعدى 2)ف، ص: فان دراستها انما هى تصقح :0.
) ص: استشف
Bogga 116