Sheekooyin Maanso: Gabayo Sheeko Xambaarsan oo ka Mid ah Suugaanta Jarmalka Casriga ah
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Noocyada
11
ومن فوكيس،
12
ومن إسبرطة، ومن الشواطئ الآسيوية البعيدة، ومن كل الجزر المتناثرة، حضروا للاستماع إلى الألحان المهيبة المخيفة التي ترددها الجوقة التي تقف، أو تتحرك على خشبة العرض المسرحي.
ويظهر أفراد الجوقة قادمين من الخلفية، وعلى وجوههم ترتسم أمارات الجدية والجلال والإحكام التي تقضي بها التقاليد العريقة، وبخطوات بطيئة ومتزنة يتجولون ذهابا وجيئة في ساحة العرض. لا، ليست مغنيات الجوقة من نسل البشر، ولم ينجبهن إنسان فان. أجل، إن أجسامهن شامخة القوام لتفوق مقاييس البشر الأرضية.
إن المعاطف السوداء لترف حول خصورهن، وأيديهن النحيلة المعروقة تؤرجح الوهج المحمر المعتم للمشاعل التي يحملنها، حتى لتبدو خدودهن وقد غابت عنها الدماء. وحيثما رفت خصلات شعورهن حول الجباه خيل للمتفرجين أنها حيات وأفاع منتفخة البطون، ومتخمة بالسم.
وهكذا تدور نساء الجوقة في دوائر محددة، وتنطلق أصواتهن المخيفة مرددة ألحان النشيد الذي يتغلغل في الأفئدة ويمزقها، ويلف حباله حول عنق المذنب الأثيم. ويرن نشيد الأيرينيات،
13
ويدوي من بعيد، فيذهل الألباب ويخلب الأفئدة، حتى ليكاد يصيب الأعصاب والأصلاب في الصميم، ويجعلها تنفر من الاستماع إلى رنين القيثار: «طوبى للأبرياء من كل ذنب وخطيئة. طوبى لمن يحافظ على طهارة الروح وطفولتها النقية، أولئك الذين لا يحق لنا أن نفكر في الانتقام منهم؛ لأنهم يسيرون في حياتهم على الطريق المستقيم، لكن ويل لمن تسلل كاللص، وارتكب جريمته الشنعاء. سوف نتعقب آثاره ونسلط عليه نسل الليل المخيف.
وإذا سولت له نفسه أن يفر ويهرب، فسوف تطارده حشودنا المجنحة، وتلقي عليه الحبال التي تلتف حول قدميه، ويسقط منهارا على الأرض. هكذا نلاحقه بلا كلل ولا نقبل منه الندم على فعلته، ثم نتعقبه حتى يغيب في مملكة الظلال، وهناك أيضا لا نرحمه، ولا نغفل عنه.»
Bog aan la aqoon