Sheekooyin Maanso: Gabayo Sheeko Xambaarsan oo ka Mid ah Suugaanta Jarmalka Casriga ah
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
Noocyada
أخذ يستغيث بالبشر وبالآلهة، لكن ضراعته لم تصل لأحد يمكن أن ينقذه، ومهما صرخ وصاح بأعلى صوت، فما من مخلوق حي يلمحه البصر في هذا المكان: «آه! قضي علي أن أموت هنا وحيدا مهجورا، هنا على أرض غريبة لا يبكيني فيها أحد. آه! كتب علي أن أهلك هنا بأيدي أشقياء أشرار، حيث لا يظهر شبح إنسان ينتقم لي.»
تهاوى ساقطا على الأرض متأثرا بجرحه الشديد، بينما كانت أجنحة أسراب الكركي ترف وترفرف من فوقه، واستطاع أن يسمع - بعد أن صار عاجزا عن الرؤية - الأصوات القريبة تتنادى وتتصايح في أذنيه: «أنت أيتها الكراكي الحبيبة، لترفعي أنت - حين يصمت كل صوت آخر - صوت الشكوى والتظلم من جريمة قتلي.» ولم يكد هذا الأنين يتسرب من بين شفتيه حتى انطفأ نور بصره، وأغمض عينيه.
تم العثور على جثته العارية، ومع أن وجهه تشوه من أثر الجروح التي أصابته، فقد استطاع مضيفه وصديقه الكورنثي، الذي دعاه للمشاركة في المهرجان، أن يتعرف على ملامحه العزيزة على قلبه: «كيف تحتم علي أن أراك على هذه الصورة؟ أنا الذي كنت آمل أن أضع إكليل الغار على رأسك بعد أن تنتهي من الغناء، ويتوهج وجهك هذا ببريق المجد الساطع.»
شعر كل الضيوف - الذين تجمعوا في الاحتفال بأعياد بوزيدون - بالأسى والغضب عند سماعهم بالنبأ الحزين، بل إن بلاد الإغريق بأكملها قد غمرها الألم الفظيع، وأحس كل قلب بأنه قد فقد عزيزا عليه. اندفعت حشود الشعب الغاضبة إلى بيت الحاكم مطالبة بالانتقام للقتيل والتكفير عن تلك الجريمة بسفك دماء القتلة المذنبين.
لكن كيف يمكن العثور على أثر واحد يدل على الآثم البغيض وسط زحام الجماهير المتدفقة التي جذبتها روعة الاحتفالات والألعاب؟ هل كان القاتل أو كان القتلة من اللصوص؟ أم فعل الفعلة الشنعاء عدو خفي يحسد أمير الغناء؟ لا أحد يمكنه أن يقول الحقيقة سوى هيليوس (إله الشمس) الذي ينشر ضياءه على كل ما هو أرضي.
من يدري إن كان الآثم ينقل الآن خطاه الوقحة وسط حشود الإغريق؟ من يدري إن كان يجني ثمار جريمته الشنعاء في الوقت الذي تلاحقه فيه آلهة الانتقام؟ بل لعله يقف على أعتاب معبد الآلهة متحديا لها، ويحشر نفسه بوقاحة وسط أمواج البشر التي تتدفق حشودها نحو المسرح.
ها هم المتفرجون يجلسون على المقاعد متلاصقين في الزحام الشديد، الذي توشك بسببه أن تنهار أعمدة الخشبة، وشعوب الإغريق لا تنفك تتوافد جموعها من بعيد ومن قريب، لتقف هناك منتظرة بداية العروض. وتفور حشودهم وتمور كأمواج البحر الجياش بالبشر، بحيث يمتد القوس المترامي بالمسرح وبالناس ليلتحم بالأفق الأزرق للسماء.
ولكن من ذا الذي يمكنه أن يحصي الجموع التي توافدت على المهرجان أو يذكر أسماءهم؟ لقد تدافعوا قادمين من مدينة ثيسيوس،
10
وشواطئ أوليس،
Bog aan la aqoon